فاجأ حزب الله الجميع فى أولى جلسات المتهمين أمام المحكمة قبل يومين عندما أعلن على لسان الدكتور محمد سليم العوا، أن المتهم الثانى، وهو سامى شهاب اللبنانى، قائد الخلية، لديه ثلاثة محامين فقط وأنه جاء وباقى المحامين للدفاع عنه، مما يعنى أن حزب الله وفى تصرف غير أخلاقى قام بتوكيل ثلاثة محامين عن شهاب فقط وترك باقى المتهمين الذين سيدفعون من سنوات عمرهم، فى حال إدانتهم فى القضية، ثمناً من أجل طموحات حزب الله والادعاء بأن الخلية تم تشكيلها من أجل مساندة القضية الفلسطينية والدفاع عن أهل فلسطين. المفارقة هنا واضحة لأن الحزب واعترافات شهاب ونصر الله نفسه بأن الخلية كان الهدف من إنشائها حق الدفاع عن أهل فلسطين فى الوقت الذى ترك فيه أعضاء الخلية الذين ساعدوا شهاب يواجهون مصيرهم بأنفسهم ولا شأن له بهم. يؤسفنى أن أقول إن الانتهازية السياسية كانت وراء فعل حزب الله لهذه الفعلة الشنعاء التى تجسد معنى الفضيحة الحقيقية لأخلاق ومبادئ حزب يقف فى صف المقاومة، وإذا قال قائل منهم إن الحزب لم يوكل أحداً، وأن أسرة شهاب هى التى قامت بتوكيل العوا ومن معه فإن ذلك عذر أقبح من ذنب، لأن الحزب الذى اعترف بالخلية فى حديث السيد نصر الله كان يجب عليه أن يواجه بشجاعة المحكمة فى الدفاع عن الذين انضموا إلى أحلامه وطموحاته أعضاء الخلية، طالما أنه يرى أن الاتهام بدعم المقاومة شرف، كما أن القول بأن أسرة شهاب وليس الحزب أوكلت العوا ورفاقه للدفاع عنه كلام لا ينطلى على أحد، ويحتاج إلى بلهاء لكى يصدقوا هذا الكلام، وأنا شخصياً عندى من المعلومات ما يؤكد عكس ذلك من خلال متابعتى الدقيقة للقضية منذ الكشف عنها وحتى اليوم. كما أن الحزب لو أراد لنا أن نصدق أفعاله كان أولى به أن يدافع عن الفلسطينيين الخمسة فى القضية، وهو أيضاً دفاع عن أهل فلسطين. هذه الفعلة اللا أخلاقية عندما علم بها المتهمون داخل القفص فى المحاكمة بعدما صرح بها الدكتور العوا صراحة جعلت باقى المتهمين فى حالة هياج كبير، إذ وقف أحدهم وقال بالصوت العالى رداً على ذلك بأنه مصرى ومع مصر وضد أى عمل عدائى ضد مصر، كما أن هذه الفعلة تؤكد أن حزب الله تعامل بانتهازية كبيرة مع باقى المتهمين، ونسى الحزب فى غمرة انتهازيته أنه غرر بهؤلاء وجعل منهم جسراً لطموحاته وأهدافه. ■ عمليات القبض على عناصر جماعة الإخوان المسلمين أثناء وجود الرئيس مبارك فى الولاياتالمتحدة تؤكد أن أمريكا رفعت الغطاء نهائياً عن الإخوان، وأعتقد أن الجماعة يجب أن تفهم هذه الرسالة جيداً ولا تعيش فى الأوهام، كما تنفى فكرة الصفقة التى رددها البعض ليؤكد أن الإخوان أصغر من إقامة صفقة مع نظام بحجم دولة مصر. ■ قطاع الأخبار ورئيسه الأستاذ عبداللطيف المناوى وقناة «القاهرة والناس» وصاحبها المتميز طارق نور، وبرنامج «كنت وزيراً» على قناة «دريم» للزميل جمال الكشكى، عمالقة رمضان هذا العام، وظواهر ثلاث تستوجب الوقوف وتقديم التحية، خاصة طارق نور الذى نطالبه بأن تستمر القناة ليس فى رمضان فقط.