جدد متمردو طالبان تهديداتهم ضد الانتخابات الرئاسية والمحلية الأفغانية، المقرر إجراؤها غدا الخميس، وشنّوا بالفعل عددا من الهجمات التى استهدفت قصر الرئاسة والقوات الأجنبية وقوات الشرطة المحلية. وسط تأكيدات من الرئيس الأمريكى باراك أوباما على أهمية الحرب فى أفغانستان التى توقع أن تكون «صعبة» وتتطلب وقتاً. وتوعدت طالبان بمهاجمة مكاتب التصويت، ودعت المواطنين إلى مقاطعة الاقتراع. وأعلنت فى بيان أمس أن «الإمارة الإسلامية تبلغ مرة جديدة مواطنيها بأن عليهم جميعا الامتناع عن المشاركة فى هذه العملية الخادعة التى ينظمها الأمريكيون»، مطالبة جميع «المجاهدين بشن عملياتهم ضد العدو وفق البرنامج الذى حُدد لهم، لإفشال المؤامرة التى يدبرها أعداء الإسلام ضد البلد». واستهدفت الجماعة المتطرفة قصر الرئاسة فى كابول، وقال مصدر بالشرطة إن صاروخا أصاب القصر، فيما سقط آخر على مقر الشرطة فى العاصمة الأفغانية دون سقوط قتلى أو جرحى. وكان ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، أعلن إطلاق 4صواريخ على كابول، دون ذكر تفاصيل. فيما لقى 8 أشخاص على الأقل حتفهم، وجُرح أكثر من 50 آخرين بعدما فجّر انتحارى شاحنة مفخخة على طريق رئيسى شرق العاصمة الأفغانية، مستهدفا قافلة للقوات الأجنبية على الطريق الذى يربط كابول بمدينة جلال أباد. وأعلن عبدالوحيد عمر خايل، محافظ منطقة شار داره المضطربة، أن مسلحى طالبان هاجموا مجددا جنودا من القوات الألمانية فى إقليم قندز شمالى أفغانستان، صباح أمس، دون توضيح حالة الجنود وما إذا كان بينهم قتلى أو جرحى. فيما أعلن ذبيح الله مجاهد أن مسلحيه دمروا مركبتين مدرعتين تابعتين للقوات الألمانية. من جانبه، حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أن الانتصار فى أفغانستان لن يكون سريعا ولا سهلا، وقال إن التمرد فى أفغانستان لم ينبثق بين ليلة وضحاها، ولذلك لن تكون هزيمته بين ليلة وضحاها. متوقعا مزيدا من الأيام «الصعبة»، لكنه أكد أن الحرب فى أفغانستان «تستحق خوضها» لأنها حرب لم تكن اختيارية لكنها كانت ضرورية، حيث إن هزيمة تنظيم القاعدة ستكون هناك، وأن ترك التنظيم يشعر بالاطمئنان يهدد واشنطن بهجمات مماثلة لهجمات سبتمبر. وفى غضون ذلك، توقع خبير ألمانى فى الشؤون الأفغانية حدوث تلاعب كبير فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وقال توماس روتينج، المدير فى شبكة محللى أفغانستان، وهى منظمة مستقلة للأبحاث السياسية، إن «إجراء انتخابات حرة ونزيهة أمر غير واقعى فى أفغانستان». مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن هناك الكثير من المناطق التى لا يوجد فيها مراقبة على الانتخابات. وكشفت تحقيقات أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» فى أفغانستان عن وجود دلائل على تزوير وفساد فى الانتخابات المزمع إجراؤها غدا الخميس، حيث وجدت الهيئة آلافاً من البطاقات الانتخابية معروضة للبيع، كما أن هناك جهات تعرض دفع آلاف الدولارات مقابل الحصول على أصوات الناخبين.