يعقد الرئيس حسنى مبارك، اليوم الاثنين، بمقر إقامته فى العاصمة الأمريكيةواشنطن، سلسلة من اللقاءات مع شخصيات أمريكية «مؤثرة فى صنع القرار» بالولاياتالمتحدة، حيث يستقبل وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، فى لقاء لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والخليج والسودان ولبنان والوضع فى القرن الأفريقى. وقال السفير سليمان عواد، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية «إن الرئيس حسنى مبارك سيلتقى أيضاً، بمقر إقامته، المبعوث الأمريكى لعملية السلام بالشرق الأوسط جورج ميتشل، ثم يلتقى مع نحو 15 من الشخصيات المؤثرة، والتى تضم عددا من السفراء الأمريكيين السابقين فى مصر، ومستشارى الأمن القومى الأمريكى السابقين، كما يلتقى مع ممثلى المنظمات اليهودية الأمريكية وعددهم 25 شخصية، تمثل جميع المنظمات فى الولاياتالمتحدة، بما فيها منظمة الإيباك اليهودية». وأضاف عواد – فى تصريحات صحفية أمس – «إن الرئيس مبارك سيستقبل غداً الثلاثاء، بمقر إقامته أيضاً، مستشار الأمن القومى الأمريكى جيمس جونز، وبعدها يتوجه إلى البيت الأبيض لعقد مباحثات قمة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما». وأكد أن الوضع فى السودان، سيكون ضمن الموضوعات التى سيتم بحثها فى القمة المصرية – الأمريكية، مشيراً إلى أن المبعوث الرئاسى الأمريكى للسودان سكوت جريشين سيقوم بزيارة لمصر فى الثالث والعشرين. وقال: «هناك تنسيق مصرى – ليبى - أمريكى بشأن الوضع فى السودان»، مشدداً على أن مصر لا تتنافس مع أحد لتحقيق السلام فى دارفور، وأن من يحقق اختراقا فى هذا الملف «سنصفق له»، وفقا لما ذكره الرئيس مبارك مرارا. ولفت المتحدث باسم الرئاسة إلى أن المباحثات بين الرئيسين، مبارك وأوباما، ستتناول الوضع فى القرن الأفريقى، خاصة ما يتعلق بالصومال المهددة فى وحدة أراضيها، والتى وصفتها الأممالمتحدة بأنها دولة فاشلة، بالإضافة إلى مشكلة القرصنة التى يوليها الغرب اهتماما كبيرا. وردا على ما تردد عن إقامة مظلة دفاعية لحماية أمن الخليج تشارك فيها مصر. قال السفير سليمان عواد «إثارة هذا الموضوع ليست جديدة، وإنما الجديد فيه هو ما يتعلق بالشرق الأوسط، وهو موضوع موجود فى السياسة الدفاعية الأمريكية وسياساتها مع حلفائها، وأنها تعرض فى هذا التوقيت على منطقتنا». وأشار إلى أن الرئيس مبارك «لم ولن يسمح بتواجد أجنبى على أرض مصر»، وأنه يفخر بهذا الأمر الذى يحتل، وسيظل، موقفا كبيرا سيذكره له التاريخ، وذلك رغم تعدد المحاولات وتكرارها بشكل أو بآخر، وبحجة أو بأخرى، موضحاً أن مثل هذه العروض تحمل فى طياتها القبول أو التسليم بقوة نووية سواء من إيران أو من إسرائيل، وهذا ينطوى – حسب قوله - بالتسليم بوجود أسلحة نووية، فى حين أن الرئيس مبارك، ومنذ عام 1974، طرح رؤيته لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ثم طور هذه الرؤية بضرورة إخلاء المنطقة من جميع أسلحة الدمار الشامل. وحول موقف مصر من الأفكار الأمريكية لاستئناف عملية السلام والتى ستعلنها واشنطن قريبا.. قال عواد «موقفنا واضح فى هذا الأمر، والرئيس مبارك أبلغه للرئيس الأمريكى عندما فاتحه فى هذا لدى استقباله فى قصر القبة بمصر فى الرابع من يونيو الماضى، كما سلمه خلال مباحثاتهما بقصر القبة صورة ضوئية لإعلان أمريكا الاعتراف بدولة إسرائيل، والذى وقعه الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت هارى ترومان، وقد قام بشطب كلمة اليهودية بخط يده بعد أن كانت مكتوبة بالفعل فى الإعلان». وحول لقاء مبارك ممثلى المنظمات اليهودية فى الولاياتالمتحدة، قال سليمان عواد إن اللقاء يأتى فى إطار مساندة دعوة الرئيس الأمريكى لوقف الاستيطان، خاصة أن هناك بعض التوجهات التى تؤيد هذه الدعوة حتى داخل إسرائيل نفسها لتلافى صدام إسرائيلى – أمريكى. وقال إن البعض فى الصحافة الأمريكية يردد أن السبب وراء عدم قيام الرئيس مبارك بزيارة الولاياتالمتحدة منذ عام 2004 يعود إلى اسلوب تعامل إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش مع مصر حول موضوعات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن هذا غير صحيح، فمصر رفضت هذا التعامل بدون شك ولا تسمح لأحد بأن يتدخل فى شؤونها، لأنها لا تتدخل فى شؤون أحد، وتجربتها الديمقراطية تنبع من أرض مصر وتراعى ظروفها. لكن الرئيس مبارك فى زيارته الأخيرة لأمريكا كان لايزال فى الأراضى الأمريكية عقب اللقاء مع بوش الذى تركز على عملية السلام وبعدها وقبل أن يغادر الرئيس أمريكا أعطى بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى ذلك الوقت آرييل شارون ما يسمى ضمانات بوش لإسرائيل بشأن المستوطنات، وهذا موقف مناقض لسير المباحثات حول القضية الفلسطينية والسلام وموقف بروتوكولى يخلو من أى دبلوماسية أو مراعاة حدود اللياقة، موضحاً أن هذا الخطاب تنفيه الإدارة الأمريكية الحالية كما ترفض الالتزام به.