أعلنت وزارة الخارجية أمس أن مركبى الصيد المصريين «ممتاز 1» و«أحمد سمارة» اللذين فرا من مختطفيهما فى الصومال قد دخلا إلى مياه البحر الأحمر فى طريقهما إلى المياه المصرية وعليهما ثمانية صوماليين. وقال السفير أحمد رزق إن مالك المركب «ممتاز 1» الحاج حسن خليل مازال فى بونت لاند وتجرى الاتصالات حالياً للعمل على تسهيل مغادرته الأراضى الصومالية. من جانب آخر تضاربت أمس الروايات حول كيفية تمكن الصيادين المصريين من الهروب من القراصنة الصوماليين الذين كانوا يحتجزونهم منذ أكثر من أربعة أشهر. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية فى عددها الصادر أمس عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها: «إن خلافاً نشب بين أفراد القراصنة حول الفدية التى عرضتها الشركة المالكة للمركبين «ممتاز 1» و«أحمد سمارة»، حيث قبل بعضهم بالفدية التى اعتبرها البعض الآخر قليلة جداً، كما أن عدداً من القراصنة طالبوا بإنهاء الصفقة قبل حلول شهر رمضان لأنهم لا يرغبون فى احتجاز رهائن مسلمين صائمين مسلهم فى شهر رمضان. وأدى الخلاف حسب المصادر إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين وتغلب الطرف الذى كان يريد القبول بالفدية فيما شارك بعض أفراد البحارة فى القتال بأدوات الصيد والسلاح الأبيض الذى بحوزتهم. من جانبه أفاد أحد القراصنة الذى كان على متن المركبين وسقط فى البحر وعثر عليه السكان المحليون بأن مجموعة من الصيادين هاجموا القراصنة وعددهم 15 وهم فى حالة استرخاء يمضغون القات وتمكنوا من الاستيلاء على بعض البنادق وقتل خلال المعركة اثنين من القراصنة. وأضاف القرصان الذى يدعى «ميرو» أنه شاهد زميلين له سقطا قتيلين على سطح أحد المركبين نتيجة لإطلاق النار عليهما من قبل البحارة المصريين، وذكر أنه تمكن من القفز إلى البحر والسباحة نحو الشاطئ، فيما أخذ البحارة باقى القراصنة وعددهم 12 فرداً وأبحر المركبان إلى عرض البحر. من جانبه أكد المحلل السياسى الصومالى عابى فرحان أنه لا يجزم بحدوث تدخل عسكرى من أى جهة لتحرير الصيادين المصريين من قبضة القراصنة، معرباً عن توقعه بأن يكون تنسيق قد تم بين السلطات المصرية المعنية مع الحكومة الإقليمية فى «بونت لاند» أدى إلى تحرير الصيادين. وقال فرحان ل«المصرى اليوم»: ليس مستبعداً أن يكون حدث نوع من التنسيق بين السلطات المصرية المعنية وحكومة بونت لاند وشيوخ العشائر فى المنطقة أدى إلى اختراق صفوف القراصنة ومن ثم هروب الصيادين المصريين. وأوضح فرحان أن الحكومة الإقليمية فى بونت لاند ربما قدمت المساعدة الفنية فى عملية هروب الصيادين المصريين. واستبعد فرحان أن يكون صاحب المركب كما تردد استعان بمرتزقه للإفراج عن الصيادين، مؤكداً أن المرتزقة لا يمكن أن يصلوا إلى تلك المنطقة. وذكرت مصادر مصرية مطلعة أن صاحب المركبين استعان بميليشيات صومالية لتحرير المركبين، حيث اتفق مع هذه الميليشيات على الحصول على نصف مبلغ الفدية التى يطلبه القراصنة لتحرير الصيادين. من جهته أكد السفير أمين حسان قنصل مصر العام فى «عدن» أن الصيادين المصريين توجهوا مباشرة إلى مصر بالمركبين «ممتاز1» و«أحمد سمارة» ولم يتوقفوا فى ميناء عدن. وقال حسان ل«المصرى اليوم» عبر الهاتف: كانت لدينا تعليمات من وزارة الخارجية منذ يوم الخميس الماضى باتخاذ الترتيبات اللازمة لاستقبال الصيادين عند وصولهم إلى ميناء عدن وتلبية أى احتياجات يطلبونها، إلا أن الصيادين توجهوا مباشرة إلى مصر. وتوقعت مصادر فى قطاع النقل البحرى بوزارة النقل أن يصل المركبان إلى ميناء السويس يوم الأربعاء المقبل، وقالت: إن موانئ البحر الأحمر الثلاثة «سفاجا الغردقةالسويس» مستعدة تماماً لاستقبال المركبين.