قد يكون فوز المنتخب البرتغالى على ليشتنشتاين وديا هزيمة فى الوقت نفسه لنجم الفريق كريستيانو رونالدو، الذى لم يشارك فى ذلك اللقاء، فوجوده لم يبد ضروريا، وأصبح على لاعب ريال مدريد الجديد أن يثبت فى الفترة المقبلة أنه لاعب لا غنى عنه فى صفوف منتخب بلاده. وانتهزت وسائل الإعلام البرتغالية فرصة تحقيق هذا الفوز والأداء الطيب للفريق للثناء على التطور الذى شهده أداء المنتخب الوطنى وإطلاق الهجوم بشكل غير مباشر على لاعب النادى الملكى. فقد جاء عنوان صحيفة «الأخبار» الشهيرة: «البرتغال تستعيد الابتسامة وتتحرر من رونالدو»، بعد أن أنهى الفريق المباراة 3/ صفر، دون الحاجة لأكثر من عشر دقائق لتسجيل ثلاثيته عن طريق هوجو ألميدا (هدفين) وراؤول ميريليس. وترى الصحيفة أن «الانتصار الصريح الذى تحقق على ليشتنشتاين أظهر الشكل الجديد وقدم دليلا على وجود حياة خارج مهاجم ريال مدريد». من جانبها قالت صحيفة «أوجوجو» الرياضية إن «طريقة اللعب الجديدة تريح المنتخب»، فدون رونالدو لعب المنتخب البرتغالى بطريقة 4-4-2 بدلا من طريقته المعتادة 4-3-3، الأمر الذى وفر لديكو حرية أكبر للإبداع وقدم فى الوقت نفسه بعض المساعدة للدفاع. وترى «الأخبار» أن سيماو سابروسا كان الأكثر استفادة من غياب النجم الأول للمنتخب وقالت: «إن قائد الفريق فى هذه المباراة - سيماو - خرج من ظل رونالدو الغائب وأظهر كرته الراقية عبر العديد من التمريرات». ورغم تأكيد جميع وسائل الإعلام أن منتخب ليشتنشتاين لم يكن المنافس القادر على بث الخوف فى القلوب، إلا أنها ذكرت أيضا أن الفريقين تعادلا منذ فترة غير طويلة، كما أن رابع العالم فى ألمانيا 2006 عانى فى الآونة الأخيرة من أجل تحقيق الفوز على فرق بمستوى هذا المنافس، ولم يحقق الانتصار فى أغلب الأحيان. وكان كريستيانو رونالدو وريال مدريد قد أثارا الحنق فى لشبونة. فالريال كان قد أعلن أن اللاعب سينضم إلى منتخب بلاده، قبل أن يمنع بعدها بساعات سفر نجمه الأول بسبب «إصابته بالأنفلونزا». وبدا أن المدير الفنى لمنتخب البرتغال كارلوس كيروش، الذى كان قد تحدث عن «بيان وصل قبل قليل ولم يكن واضحا» فضلا عن وجود «شكوك» لديه، قد أوضح عدم نيته الاعتماد على نجمه الكبير فى الفترة المقبلة. فعندما سئل عقب نهاية المباراة التى أقيمت فى فادوز عاصمة المنافس عن الطريقة التى يمكن أن يلتحق بها رونالدو بطريقة اللعب الجديدة، جاء رد كيروش قاطعا: «كل ما كان يشغلنى فى الشوط الثانى كان كيفية تأقلم نانى وإليسيو مع الطريقة الجديدة». وانطبقت تلك التصريحات على ما أدلى به رئيس الاتحاد البرتغالى لكرة القدم جيلبرتو مادايل عقب الإعلان عن غياب رونالدو. فقد اعتبر مادايل أن رونالدو «مجرد فرد بين مجموعة»، مؤكدا أن على اللاعب إبداء «الرغبة» فى العودة إلى المنتخب. وسيتحتم على كريستيانو مضاعفة مجهوده، بعد حصول البرازيلى ليدسون على الجنسية البرتغالية، وهو ما يعنى فتح الباب أمام اللاعب البرازيلى مهاجم سبورتنج لشبونة نحو ارتداء قميص منتخب البرتغال اعتبارا من الشهر المقبل. ويمر رابع كأس العالم الماضية فى ألمانيا بموقف معقد للغاية: فبعد مرور ست جولات من أصل عشر، يبلغ رصيد البرتغاليين تسع نقاط فى المركز الثالث للمجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية خلف الدنمارك المتصدرة (16 نقطة) والمجر صاحبة المركز الثانى (13 نقطة).