يعتبر المصريون الأمير عبدالله الفيصل واحدا منهم خاصة أنه كان واحدا ممن صاغوا الذائقة الغنائية العربية الراقية عبر كوكبة مهمة من مطربى العرب رفيعى المستوى، والذى كانت كوكب الشرق أم كلثوم على رأسهم كما أن الأمير عبدالله الفيصل كان ممن يعتبرون مصر وطنهم الثانى وارتبط روحيا بها قبل أن يكون ارتباطه جسديا فلا أحد ينسى رائعتيه اللتين تغنت بهما أم كلثوم (من أجل عينبك عشقت الهوى) و (ثورة الشك) ولاينسى له (سمراء ياحلم الطفولة) التى تغنى بها عبدالحليم حافظ. ولد الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود فى عام 1923م وهو الابن البكرى للملك فيصل بن عبدالعزيز. التحق بإحدى المدارس الابتدائية فى مكةالمكرمة، وكان التعليم آنذاك فى طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التى كانت من أعلى الشهادات آنذاك فى المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحاً ويجهل الكثيرون أن الأمير الشاعر قد كتب الشعر الشعبى، فهو الذى ولد وعاش فى بلاد الجزيرة، فى محيط كبير أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبى الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً فى هذا الجانب. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة رالى بولاية كالورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة عام 2001 ميلادية. تقلد مجموعة من المواقع القيادية وهى مساعد نائب الملك (والده الأمير فيصل) على الحجاز ووزير الصحة والداخلية ثم تفرغ بعد ذلك لأعماله الخاصة (التجارية) منذ عهد والده حيث أسس مجموعة الفيصلية التى تعمل فى عدة مجالات ويعرف المصريون الأمير عبدالله الفيصل أكثر كشاعر من شعراء الأغنية العربية باللغتين الفصحى والنبطية وتغنى الكثيرون من مشاهير الغناء العربى بقصائده وعلى رأسهم سيدة الغناء العربى أم كلثوم ومن بينهم نجاة الصغيرة، عبدالحليم حافظ، فايزة أحمد، طلال مدّاح، محمد عبده، محمد عُمر، خالد عبدالرحمن، عبدالكريم عبدالقادر، نبيل شعيل، وغيرهم من نجوم الغناء العربى وللأمير الشاعر دواوين مطبوعة وهى: (وحى الحرمان) صدر عام 1953م (قصائد فصحى) (حديث قلب) صدر عام 1980م (قصائد فصحى) و(مشاعرى) صدر عام 1985م (قصائد شعبية نبطية) وكان صالونه عامرا بالجلسات الشعرية والأدبية وكان مضيافا لعمالقة الفن والشعر وكان من أبرز من كتبوا عنه الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد كمال زكى والدكتور سعد ظلام ومن نافلة القول أن أحدا لاينسى فضل الأمير الراحل على الرياضة السعودية خاصة والعربية عامة، فكان رحمه الله من الذين ساندوا الرياضة السعودية فى أوائل ولادتها ويعد داعما رئيسيا للنادى الأهلى السعودى وداعمه الأول وهو أحب الأندية إليه كما ذكر فى أحد اللقاءات التليفزيونية، أيضا لاينسى دعمه للنادى الأهلى المصرى فى التنازل عن نصيبه فى عدة شركات لصالح النادى لينشئ له النادى الأهلى قاعة حديثة مغطاة وسميت بوابة دخولها باسم الأمير الراحل تكريما له، فقد أسس رحمه الله نادى الاتحاد السعودى ونادى الثغر (الأهلى السعودى) حاليا، فقد كان يتجول بسيارته فى أحياء مدينتى جدةومكة لمشاهدة كرة القدم بالحوارى وتشجيع المواهب بها ولا يبخل عليها بالدعم المالى والمعنوى وفى عامنا هذا وشهرنا هذا يكون قد مر على رحيل الشاعر الكبير عامان وثلاثة أشهر حيث توفى فى الثامن من مايو عام 2007.