ينطلق اليوم المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» فى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية بعد غياب دام 20 عاما وسط أزمات سياسية داخلية وخارجية وجمود عملية السلام لبحث مستقبل الحركة وقياداتها فى المرحلة المقبلة، وذلك بعد أن فشلت الوساطة العربية والدولية بين الحركة وغريمتها «حماس» للسماح لأعضاء فتح فى غزة بالمشاركة فى المؤتمر حيث تشترط «حماس» أولا الإفراج عن مئات من نشطائها فى سجون الضفة. وقبل ساعات من بدء أعمال المؤتمر الأكبر فى تاريخ الحركة حيث يبلغ عدد الأعضاء المشاركين فيه 2250 عضوا بعد توسيع العضوية، أعرب غالبية أعضاء المؤتمر العام لفتح فى استطلاع عن ثقتهم فى نجاح المؤتمر، حيث أكد 61% من الأعضاء أنهم يتوقعون نجاح المؤتمر بينما قال 15% إنهم متشائمون، وأكد 52% منهم أن المؤتمر سيؤدى إلى تغييرات جوهرية فى توجه الحركة وأيد نحو 62% من المشاركين انعقاد المؤتمر فى موعده حتى فى غياب زملائهم فى غزة. وفى الوقت نفسه، قال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد إن الوساطات العربية والدولية فشلت فى إقناع حماس بالسماح لأعضاء وكوادر فتح للمشاركة فى المؤتمر، وأن فتح وصلت إلى قناعة بأن حماس لا تريد إخراج أعضائها من القطاع وأنها تريد ابتزاز فتح والسلطة الفلسطينية، وأشار إلى أنه لا ينقص المؤتمر النصاب القانونى والعددى ولكن ما ينقصنا اكتمال النصاب الوطنى والسياسى بسبب عدم حضور أعضاء فتح بالقطاع. وفى المقابل،أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس فى لبنان أسامة حمدان أن حركته تعتبر مؤتمر فتح «شأنا داخليا لا نتدخل فيه ولسنا عائقا له». على الصعيد نفسه، منعت إسرائيل عددا من أعضاء حركة فتح البارزين فى لبنان من المشاركة فى مؤتمر بيت لحم، وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن أبرز الشخصيات الممنوعة منير حسين المقداح وهو ناشط من فتح يعتبر مقربا من حزب الله والحرس الثورى الإيرانى. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن البيت الأبيض سيبدأ فى الأسابيع المقبلة حملة علاقات عامة فى إسرائيل والدول العربية لشرح أفضل لخطط الرئيس باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يشمل إسرائيل والفلسطينيين والعالم العربى، وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين كبارا أشاروا إلى أن الحملة التى ستشمل مقابلات تليفزيونية مع أوباما فى التليفزيون الإسرائيلى والتليفزيونات العربية تسعى إلى إعادة صياغة سياسة، تردد داخل وخارج الإدارة الأمريكية أنها اختزلت بشكل بالغ فى مجرد الضغط الأمريكى على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية. تزامن ذلك، مع ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن تنفيذ مشروعات عسكرية لصالح القوات المسلحة الأمريكية فى القدسالمحتلة، حيث منحت «البنتاجون» شركة جنرال ميكروويف، التى تتخذ من نيويورك مقرا لها، عقدا لإنشاء 450 وحدة تردد إذاعى لصالح الجيش الأمريكى والقوات البحرية والقوات الجوية الأمريكية.وقالت «البنتاجون» إن تنفيذ المشروع سيتم فى القدسالمحتلة، وسيشمل أعمالا هندسية وفنية وخدمات إصلاحات ودعما لصالح القوات المسلحة الأمريكية.وتبلغ قيمة العقد أكثر من 16.6 مليون دولار، ويُتوقع الانتهاء منه فى يوليو 2014. فى المقابل، ذكر تقرير لشبكة «إيه.بى.سى» الأمريكية التليفزيونية أن خلافا نشب بين إدارة أوباما وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، نتيجة لسعى إيرفينج موسكويتز الملياردير اليهودى الأمريكى الذى يرفض السلام مع الفلسطينيين لهدم فندق شبرد مقر مفتى القدس فى القدسالمحتلة ليقيم مكانه مشروعا لإنشاء وحدات سكنية للمستوطنين اليهود، وقال التقرير إن المشروع بات «مشكلة سياسية» بين أوباما والحكومة الإسرائيلية.