نفى رئيس الاتحاد العربى للتنمية العقارية، الدكتور سليمان الفهيم، رجل الأعمال الإماراتى، سعيه إلى تولى أحد المناصب القيادية فى بلاده، مؤكداً أن هدفه هو خدمة الدول العربية، وأنه لا يعمل «واجهة» للعائلة الحاكمة فى الإمارات. قال الفهيم، المصنف الرابع بين أقوى 100 شخصية عربية تأثيراً فى العالم العربى، بحسب مجلة «آربيان بيزنس» الشهيرة، فى حواره مع «4 حيطان» والأول مع صحيفة مصرية: إن إقبال المستثمرين الأجانب على السوق العربية تسبب فى صعود أسهمها بعد الأزمة العالمية، مؤكداً أن الدول العربية تحتاج 4 ملايين وحدة سكنية لإنهاء أزمة الإسكان، ونفى تأثر مصر ب«الأزمة العالمية» بسبب اعتماد صناعتها على نفسها. وأضاف أول رئيس للاتحاد العربى للتنمية العقارية أنه تربطه علاقة جيدة بعائلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مؤكداً أن ما تردد حول محاولات تعميدها لن يؤثر على دعوته لها لأداء فريضة الحج.. وإلى نص الحوار: ■ صنفت كرابع أقوى 100 شخصية عربية تأثيراً فى العالم العربى رغم عمرك الذى لم يتعد 33 سنة.. بم تفسر ذلك؟ الحمد لله خلال فترة بسيطة جداً استطعت تولى بعض المناصب فى كبرى الشركات العالمية، وكنت الرئيس التنفيذى لشركة هيدرا العقارية ورئيس مجلس إدارة مجموعة سليمان الفهيم، ورئيس مجلس إدارة مجموعة فالكون إكوتى السويد، ورئيس الاتحاد الإماراتى للشطرنج، كما أننى أهتم بالتطوير الإنسانى والمجتمعى من خلال رعايتى كثيراً من الفعاليات الاجتماعية والرياضية والثقافية والدينية. ■ كيف حصلت على لقب سفير النوايا الحسنة؟ منذ أن كانت سنى 18 عاماً أسست مجموعة لدعم الرياضيين فى لعبة الشطرنج، عن طريق أرباح كان يعطيها لى والدى دعمت بها هذه الرياضة، حتى أصبحت رئيس اتحاد الشطرنج فى الإمارات، بعدها قامت الأممالمتحدة برصد نشاطاتى، وعرضوا علىّ أن أصبح سفيراً للنوايا الحسنة فى مجموعة أمسام، وأعطونى أهداف المنظمة وهو الحلم الذى كنت أبحث عنه طوال حياتى وهو الاهتمام بالأطفال المعاقين، الذين يعانون مرض التوحد، وحتى الآن أحلم بعمل بيت للأيتام فى الإمارات. ■ يقال إنك تطمح إلى منصب قيادى فى الإمارات؟ لا أطمع فى أى منصب قيادى فى بلدى، لكن حلمى هو الحصول على مناصب عن طريق الأممالمتحدة، لخدمة المجتمع والتنمية فى البلاد العربية، وأتمنى أن يكون أى منصب سياسى أحصل عليه إنسانياً فى المرتبة الأولى. ■ لكن ماذا عما تردد حول كونك واجهة للعائلة الحاكمة فى الإمارات؟ كنت أعمل فى شركة هيدرا للعقارات، التابعة لمجموعة رويال جروب، التى تملكها العائلة الحاكمة بالفعل، ولكن وقتها كنت مجرد موظف فى الشركة وأقوم بعملى لصالحها، بغض النظر عن أصحابها سواء كانوا أفراداً من العائلة الحاكمة أم لا، وللعلم أنا لم أتقابل مع سمو الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، سوى مرة واحدة، أثناء تكريمى فى أحد المؤتمرات، بالإضافة إلى أننى وأى مواطن إماراتى نعد جنوداً فى الدولة، فنحن نعمل «خادمين» لهذه العائلة، ونتمنى أن يأمرونا بأى أمر لنفعله، فهم جميعاً يعملون لصالح الشعب الإماراتى. ■ فى رأيك ما مدى تأثير الأزمة العالمية على الدول العربية؟ تأثرنا كثيراً بالأزمة العالمية لكننا منذ مايو الماضى ونحن فى صعود نسبى، نتيجة إقبال المستثمرين من جميع الدول من أمريكا وأوروبا وآسيا، الذين بدأوا فى ضخ أموالهم فى السوق العربية، واستعدنا الثقة مرة أخرى. ■ بصفتك رئيس الاتحاد العربى للتنمية العقارية التابع لجامعة الدول العربية وتدير شركات عقارية كبرى.. إلى أين تتجه سوق العقارات العربية بعد الأزمة؟ بالنسبة للإمارات تأثرت سوقها العقارية بنسبة 70٪، لكنها بدأت تستعيد نفسها منذ حوالى شهر، وستأخذ شهراً آخر حتى تنتهى الأزمة، والحمد لله بدأنا وقف نزيف الانهيار، أما باقى الوطن العربى فقد تأثر بنسبة لا تتعدى ال15٪ وهذا معدل انخفاض ضئيل، وحدث ذلك بفضل تدخل الحكومات العربية والخليجية لحل الأزمة، ومثال ذلك مبادرة الحكومة الإماراتية لمواجهة الأزمة فور ظهورها، حيث قامت بضخ الأموال التى صبت مباشرة لمعالجة آثار الأزمة وغيرها من الإجراءات وأعتقد أن نتائجها الإيجابية تظهر الآن فى الإمارات. ■ هل وصلت تداعيات الأزمة لمصر.. وكيف ترى مستقبلها الاقتصادى؟ مصر لم تتأثر كثيراً بالأزمة الاقتصادية العالمية، فهى تعتمد فى صناعتها على نفسها، ولديها عمالة ماهرة وصناعات داخلية، تجعلها لا تنتظر شيئاً من الغرب، ومثلها أيضاً ليبيا والأردن، فكلما كان القطاع الاقتصادى أكبر قل تأثير الغرب عليها. ■ ما حجم الاستثمار العقارى فى الوطن العربى؟ الثروة العقارية فى الوطن العربى تقدر ب 23 تريليون دولار، موزعة على 96 مليون وحدة، وبالرغم من هذا العدد الضخم من الوحدات، فإنه لايزال لدينا عجز نحو 4 ملايين وحدة، ونحن فى أشد الاحتياج إليها، خاصة أن لدينا 2 مليون حالة زواج سنوياً، كما أن الاقتصاد العربى يتأثر بالاقتصاد العقارى بنسبة 18٪، إلى جانب أننا ندفع ب96 نشاطاً صناعياً آخر مثل الطوب والأسمنت والحديد، فالنشاط العقارى هو ثانى نشاط اقتصادى بعد البترول، لكنه لا يتأثر كثيراً بالسوق مثل البترول، والانخفاض بالنسبة له نسبى فقط. ■ فى ظل تراجع أسعار البترول والغاز الطبيعى.. ما السبيل لاحتفاظ الدول العربية بقدر أدنى من الموارد يوفر معيشة كريمة للمواطنين؟ نحن ننتج فى السنة 3 مليارات برميل، حققت عام 2007 «450» مليار دولار وأدى ذلك إلى رفع الناتج العربى من تريليون إلى تريليون ونصف التريليون دولار، فحدث تراجع العام الماضى 300 مليار وسيعود للارتفاع مرة أخرى، ويصبح سعر البرميل 100 دولار فى آخر العام، والانخفاض الذى تم فى النمو ب 5.2 سيرتفع مرة أخرى إلى 4.5 ثم 5 خلال عام واحد، أما عن كيفية الاستفادة من هذه الأموال فهذه مشكلة عربية تحتاج إلى إرادة وإخلاص وعلم، وهذا ليس موجوداً بالقدر الكامل، حيث إن هذه الموارد لابد أن توظف فى مشروعات إنتاجية زراعية أو صناعية، داخل الوطن العربى، حيث إن كل 100 ألف دولار توظف فرداً، فلو أن عندنا 500 مليار دولار توفر من البترول فى العام الواحد فإن ذلك يعنى أننا سنوفر فرص عمل ل300 ألف موظف كل عام ولكن ذلك لم يحدث، وهناك توجهات من الحكومات العربية بأن تأخذ خطوات نشطة لتنفيذ ذلك، كما أننا لو قمنا بالاستثمار فى الدول الأجنبية فسيعود ذلك مرة أخرى على الوطن العربى، عن طريق المعارض. ■ ما حقيقة اصطحابك جدة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأداء مناسك الحج؟ - تقابلت مع «ماما سارة» وابنها فى كينيا، أثناء زيارة لى كسفير للنوايا الحسنة، أثناء افتتاح معسكر لاعب الكرة الأرجنتينى السابق والمدرب الحالى مارادونا، لتعليم الأطفال كرة القدم، فضلاً عن إطلاق أول مركز لرعاية الأيتام تحت اسم «دار المؤمنين» الذى يرعى الآن 120 طفلاً كينيًا، وأثناء التواجد فى كينيا أبلغتها برغبتى فى اصطحابها معى إلى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج، فرحبت بذلك، وقالت إنها ستحج هى وابنها عم الرئيس أوباما وابنتها، وسأقوم باستقبالهم فى دبى وأصطحبهم مع زوجتى لنذهب جميعًا لأداء الفريضة كأسرة واحدة. ■ هل فعلت ذلك بدافع الشهرة؟ - بالطبع لا.. وإذا كان هدفى الشهرة لكنت أول من يعلن الخبر لكننى فوجئت به على شبكات ال«سى إن إن» بعد أن صرحت «ماما سارة» بخبر اصطحابى لها وابنيها لقضاء فريضة الحج، لإحدى وسائل الإعلام الكينية. ■ هل وصلك رد فعل من البيت الأبيض.. خاصة بعدما سمعنا أخباراً عن تعميد ماما سارة واعتناقها المسيحية؟ - للعلم عندما التقيت ماما سارة أكدت لى أنها ولدت وعاشت مسلمة وستموت على دينها، فتذكرت ما رددته وسائل الإعلام بشأن محاولات تعميدها، وعلى هذا الأساس عرضت عليها أداء فريضة الحج، وحتى الآن لم يصلنى رد البيت الأبيض، ولكن هذا لن يؤثر على دعوتى لها. ■ ما رأيك فى سياسة «أوباما» الحالية.. بعد أن أصبحت قريبًا من عائلته؟ - أنا صديق ماما سارة وابنيها ولست صديقًا لأوباما، كما أننى لا أعرف شيئًا عن السياسة، ولا أحب أن أتدخل فيها، لكنى أرى أنه منذ تولى أوباما رئاسة أمريكا وقام بزيارات لبعض الدول العربية، منها مصر والسعودية، فهذا يعد مؤشرًا جيدًا على سياسة جديدة بين العرب والولايات المتحدة، خاصة أنه يحب السلام ويحاول أن يغير نظرة العالم لأمريكا. ■ ما الامتيازات التى بحثت عنها عند شرائك نادى بورتسموث؟ - تحقيق مكاسب مادية بالطبع، فلن «أرمى فلوسى» من أجل شراء ناد رياضى، كما أن الرياضة ستبنى علاقات عالمية كبيرة ربما تساعدنى كثيرًا فى باقى أعمالى. ■ لماذا اخترت «بورتسموث» تحديدًا؟ - أكثر من سبب، أولاً لظروف مادية فهذا النادى سيكون ملكى بمفردى كما أننى لن أستطيع دفع مبلغ أكبر فى ناد آخر، وهذا النادى الوحيد فى جنوب بريطانيا، كما أننى أفكر فى الأندية التى تهتم بالأطفال والنشء فهو ناد اجتماعى من الدرجة الأولى، وجميع المواطنين فى جنوب بريطانيا يفضلون الذهاب إليه. ■ رغم كل هذا النجاح الذى حققته فإننا سمعنا أنك ستعتزل البزنس قريبًا؟ - هذا صحيح، فبعد 3 سنوات تحديدًا سأتفرغ تمامًا للحياة الإنسانية والمشروعات الخيرية وهذا لن يعنى أننى سأتخلى عن المناصب التى تقلدتها مثل الاتحاد العربى للعقارات.