لا يعيش ريال مدريد الجديد بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز على النجوم العمالقة «جالاكتيكوس» فحسب، بل يسعى أيضا إلى «إسبنة» الفريق بالتعاقد مع لاعبين بارزين من داخل إسبانيا، فى عملية تبدو نفقاتها أكبر مما كان متوقعاً. فبعد الإخفاق فى التعاقد مع الهداف ديفيد فيا باهظ الثمن، والمشكلات التى لا تنتهى فى مسألة ضم تشابى ألونسو، تحول لاعب الوسط استيبان جرانيرو «22 عاماً» إلى ثانى لاعب إسبانى ينضم إلى صفوف النادى الملكى بعد المدافع راؤول ألبيول. وعلى العكس من فيا وألونسو، يعد جرانيرو الذى يعود إلى صفوف الفريق الذى نشأ بين جدرانه حلاً رخيصاً ومقبولاً من جماهير النادى. ولجأ ريال مدريد إلى تطبيق بند يسمح بسداد أربعة ملايين يورو لخيتافى، مقابل استعادة اللاعب الذى كان أحد ناشئى النادى الملكى قبل أن يرحل منذ موسمين عن الفريق من أجل إثبات قدراته. وتدرب لاعب الوسط مع زملائه الجدد، كما ظهر أمام الصحفيين مؤكداً أنه وافق على تقليل راتبه من أجل اللعب للريال فى خطوة ستكسبه دون شك مكانة كبيرة فى قلوب الجماهير. وقال اللاعب: «هناك أشياء أكثر أهمية من المال. كنت أعرف أننى سأقبل العرض حتى من قبل أن أعرفه، ربما يدخل الحديث عن المال فى إطار الديماجوجية. إنه يهم الجميع بيد أن هناك أموراً أكثر أهمية. بالنسبة لى كان المال فى المرتبة الثانية». واستعاد النادى الملكى بذلك لاعب وسطه «الجوكر» الذى يجيد اللعب فى عدة مراكز كما يجيد التحكم بالكرة، فى صفات تروق كثيرا للشيلى مانويل بيليجرينى، المدير الفنى، الجديد للفريق. وترحب جماهير نادى العاصمة الإسبانية بوصول لاعب من صفوف الناشئين، بعد أن بات ظهور هؤلاء اللاعبين مع الفريق الأول يقل باضطراد، فعلى مدى الأعوام الستة عشر الأخيرة لم يحجز من صغار النادى موقعاً فى الفريق الأول سوى راؤول وجوتى وكاسياس. ويسعى بيريز من وراء ذلك كله إلى الحفاظ على الروح التقليدية للنادى: ضم أفضل اللاعبين الأجانب، لكن فى ظل تغذية القاعدة الوطنية. والجزء الأخير من هذه القاعدة لم يحترم خلال الولاية الأولى لبيريز «2000-2006»، وينظر لذلك على أنه السبب الرئيسى وراء انهيار النادى فى نهاية تلك الحقبة.