بسبب التنسيق بين الوزارات يظهر البطيخ عادة قبل شهر من ظهور نتيجة الثانوية العامة، ويختفى شادر البطيخ مع اختفاء مكتب التنسيق، لذلك تختلط أحياناً أوراق الإجابة مع قشر البطيخ، وقد عرفنا كل أنواع الحوادث فى مصر وبقى أن يخرج «الأتوبيس النهرى» إلى الشوارع ويخطف الناس كما يفعل الفك المفترس.. وإعلان السيد محافظ «بنى سويف» أنه ضبط أكثر من «قبطى» يصلى فى قرية غير قريته المربوط عليها يؤكد أن معظم النار من مستصغر المحافظين، فقد بدأت الحرب الأهلية الأمريكية بعد خناقة فى حفل شاى فى «بوسطن»، وبدأت الحرب العالمية الثانية بخناقة حانة «البيرة» التى أوصلت هتلر إلى الحكم، واحتل الإنجليز مصر بعد خناقة عم السيد العربجى مع الخواجة طومسون المالطى على قرش صاغ.. وأنا طفل كانت أمى تعطينى قرش صاغ وتأمرنى أن أقول للحلاق «احلق لى حلاقة المحافظين» فكان يزيل شعرى كله بالماكينة ما عدا خصلة واحدة فى منتصف الرأس أسأله عنها فيقول لى «دى النافورة».. من يومها عرفت أن وظيفة المحافظ هى عمل «نافورة ماء» أحياناً تتحول إلى «نافورة دم».. وفى ظل حكومة تقطع الماء عن البيوت والكهرباء عن المستشفيات ولا تفرق بين صندوق الانتخابات وعلبة السمنة، ولا تعلم تلميذاً ولا تعين خريجاً ولا تعالج مريضاً يصبح وجود «المحافظ» مجرد بركة لا يملك إلا أن يدعى لك وإنت نازل أو تسأله عن عنوان يدلك أو يرشدك عن مكان القمصان فى الدولاب.. وأنا شخصياً عرفت «مصر» عن طريق بنت الجيران وشرحت لى تضاريسها على السلالم، وقالت لى إنهم قسموا مصر بالعرض غنى وفقير، وبالطول مسلم ومسيحى وحولوها إلى كلمات متقاطعة يتسلى بحلها المحافظون.. بينما الحزب الحاكم يجرى الآن انتخابات داخلية لذيذة من القمة إلى القاع (قمة المقطم وقاع البحر الأحمر) لاختيار أفضل العناصر الغذائية.. بين غرف الحبس وغرف النوم خيط رفيع لذلك اختفى من مصر الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليظهر مكانه إعلان الفياجرا، وعندى واحد صاحبى والعياذ بالله عنده «مصر» وبياخد علاج طبيعى عند السيد المحافظ.. ربنا يشفى صاحبى ومصر والسيد المحافظ. [email protected]