ألمح الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى لقاء مع زعماء اليهود الأمريكيين إلى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تحققان تقدماً نحو تضييق هوة الخلافات بينهما فى مسألة المستوطنات، وذلك بعد أن كان أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اختلفا اختلافا حادا بشأن المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية، حيث تريد الولاياتالمتحدة إيقافا تاما لبناء المستوطنات. واجتمع أوباما وكبير موظفى البيت الأبيض رام ايمانويل ومستشاره السياسى ديفيد اكسيرولد مع 16 من زعماء اليهود الأمريكيين، وقال البيت الأبيض فى بيان إن اللقاء تناول العديد من القضايا التى امتدت من عملية السلام فى الشرق الأوسط، إلى إيران، إلى إصلاح نظام الرعاية الصحية وسياسات معالجة مشكلة الجوع فى العالم، وأوضح البيان أن أوباما أكد خلال الاجتماع التزام الولاياتالمتحدة الذى لا يتزعزع بأمن إسرائيل وبالعمل من أجل التوصل إلى سلام شامل بالشرق الأوسط. وصرح أحد المشاركين فى الاجتماع مالكولم هونلين، نائب الرئيس التنفيذى لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية - الأمريكية الكبرى، بأن أوباما قال إنه «حدث تقدم أكبر مما يبدو فى المفاوضات وتحدث بشكل إيجابى عن المباحثات بين المبعوث الأمريكى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل ووزير الدفاع الإسرئيلى إيهود باراك وبين الحكومتين». وأضاف هونلين أن أوباما أشار إلى أنه «قد يكون هناك بعض الاستعداد لتفاهم بين الجانبين، ولا أعلم ماهية هذا التفاهم». ومن جهته، قال جيريمى بن آمى، المدير التنفيذى لجماعة جيه ستريت - وهى جماعة ضغط موالية لإسرائيل فى واشنطن - إن أوباما شدد على أن الاستمرار فى توسيع المستوطنات لا يحقق مصلحة الولاياتالمتحدة أو إسرائيل. وقال الحاخام ستيفن فيرنيك، نائب الرئيس التنفيذى للكنيس المتحد لليهودية المحافظة، إن أوباما شدد على أنه يضغط أيضا على الفلسطينيين لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل السلام. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن أوباما يدرس احتمال قيامه بزيارة لإسرائيل قريباً ومخاطبة شعبها مباشرة على غرار خطابه الأخير للعالم الإسلامى فى القاهرة. وقالت الصحيفة إن مساعدى أوباما بحثوا تلك المسألة مؤخراً مع رؤساء منظمات موالية لإسرائيل فى واشنطن، كما طرحت المبادرة خلال لقاء أوباما بالقيادات اليهودية فى البيت الأبيض. وفى غضون ذلك، أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أمس الأول أن ميتشل سيصل إلى المنطقة خلال 10 أيام لتجديد بحث مستقبل عملية السلام والاستحقاقات المطلوبة لها. وفى تلك الأثناء، اعتبر مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، تونى بلير، أن إسرائيل لا تبذل الكثير فيما يتعلق بإجراءات تحسين أوضاع السكان الفلسطينيين فى الضفة الغربية، مثل إزالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش، وذلك خلال اجتماعه أمس الأول مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ونائبه سيلفان شالوم. ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن المحكمة العليا فى إسرائيل أمهلت الحكومة 4 أشهر كموعد نهائى لتنفيذ الجدول الزمنى المقرر لإزالة 18 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية. جاء ذلك فيما قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين يهود أضرموا النار فى أراض زراعية واسعة فى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، مضيفة أن النيران أتت على المئات من أشجار الزيتون والعنب واللوزيات والأشجار الحرجية فى المنطقة. وقال مسؤول محلى إن القوات الإسرائيلية منعت أطقم الدفاع المدنى من إطفاء النيران التى اقتربت من المنازل. وفى غزة، بدأت الشرطة العسكرية الإسرائيلية أمس الأول عملية تحقيق فى عدد من الشكاوى التى تقدم بها مركزا «الميزان» و«عدالة» الحقوقيان حول استخدام الجيش الإسرائيلى لعدد من المدنيين دروعا بشرية خلال هجومه على قطاع غزة. وفى الشأن الفلسطينى الداخلى، أدانت اللجنة المركزية لحركة «فتح» ما اعتبرته «تهجماً» من فاروق القدومى رئيس الدائرة السياسية فى منظمة التحرير الفلسطينية على الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، واتهمته بالسعى وراء الانشقاق. وكان القدومى يتحدث فى لقاء مع صحفيين السبت الماضى، حيث شن هجوما على «أبومازن» والقيادى فى فتح محمد دحلان، واتهمهما بأنهما شاركا فى مؤامرة هدفت إلى اغتيال الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وعدد من قيادات حركة «حماس».