يقول الله سبحانه فى سورة البقرة «وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون».. يقال إن ما قالته الملائكة كان نتيجة رؤيتها لمخلوقات بهيمية سبقتنا فى النشأة على الأرض ولكنها ليست «إنس» ولم يكن هذا لاستقرائها الغيب!.. كما خلق الله الجان قبل خلق الإنسان، يقول فى سورة الحجر «والجان خلقناه من قبل من نار السموم».. لقد حدد الله صفة من سيخلقه بأنه خليفته فى الأرض.. وهو استخلاف تشريف وتعظيم تترتب عليه مسؤوليات جسيمة سنتحدث عنها لاحقًا.. خلق الله الإنسان واستودعه ما لا مثيل له عند مخلوقات الله الأخرى الموجودة فى الحياة الدنيا وهو «العقل البشرى» يقول فى سورة التين «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم».. من أجل ذلك أمر الله الملائكة ومعهم أحد الجان المقربين واسمه «إبليس» أن يسجدوا لذلك الإنسان الذى سماه «آدم».. ولأن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فقد سجدوا.. أما إبليس فقد رفض استعلاء واستكبارًا واعتقادًا أنه ما دام قد خلق من عناصر النار- التى لم يتوصل إليها العلم بعد- فهو الأفضل!! يقول الله فى سورتى ص والأعراف «خلقتنى من نار وخلقته من طين».. دعونا قبل أن نستطرد نتوقف عند خلق العقل البشرى لنرى عظمة الله سبحانه. حاتم فودة