«بالأصالة عن نفسى ونيابة عن جمهورية ألمانيا الاتحادية، حكومة وشعبًا.. ينعى السفير الألمانى بالقاهرة وكافة العاملين فى السفارة ببالغ الحزن والأسى، إلى مصر حكومة وشعبًا، الفقيدة الدكتورة مروة الشربينى، داعين الله أن يسكنها فسيح جناته». كانت هذه الكلمات هى نص النعى، الذى نشره السفير الألمانى بالقاهرة، براند اربل، فى صحيفة الأهرام، أمس، والذى اشتمل على صورة ل«شهيدة الحجاب»، التى قتلت على يد مواطن ألمانى، فى قاعة محكمة «دريسدن» الألمانية. وفى تعقيبه على نشر النعى فى هذا التوقيت، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الفراغ السياسى الذى تعانى منه معظم البلاد العربية والإسلامية، هو السبب وراء تضخيم الحادث، مشيرًا إلى أن الحكومة الألمانية فوجئت بالحجم الهائل من ردود الأفعال على هذه الجريمة الفردية، والتى لا تعبر بأى شكل من الأشكال عن تعنت ضد المسلمين، الذين يعيشون فى أوروبا، وأوضح أنه تم التعامل مع هذا الحادث الفردى على أنه جزء من صراع الحضارات والأديان. وأضاف: إن المجاملة فى العزاء، من خلال نشر النعى، لا تعنى أنه اعتذار حكومى رسمى، لأن الحكومة الألمانية ليست متهمة لكى تعتذر، مرجعًا نشر النعى إلى محاولة امتصاص الغضب الذى سيطر على المصريين نتيجة الحادث. وأشار الدكتور عمرو ربيع هاشم، الخبير فى المركز، إلى أن نشر السفير الألمانى للنعى جاء بعد حالة السخط الشعبى الذى سيطر على المصريين بعد الحادث، معتبرًا النعى محاولة من قبل السفارة الألمانية لاسترضاء المصريين، وإنهاء حالة الاحتقان بالإضافة إلى محاولته إبراز أن الحادث فردى ولا يعبر عن أى كراهية من قبل الشعب الألمانى، تجاه الأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص. وأضاف هاشم: إن نشر النعى بمثابة أولى الخطوات الإيجابية التى كان من الواجب اتخاذها حتى يقبل الشعب المصرى الاعتذار عن الحادث، مؤكدًا ضرورة تقديم تعويض مادى كبير لأسرة الشهيدة وإقامة محاكمة عادلة للجانى. وطالب بضرورة تسمية الأحداث بأسمائها الحقيقية وعدم الكيل بمكيالين فى هذه الحوادث، «فإذا ارتكب مسلم جريمة يقال إنه إرهابى وإذا ارتكبها أجنبى يسمى متطرفًا» مشيرًا إلى أن ما حدث مع الدكتورة مروة الشربينى يعد إرهابًا وليس تطرفًا.