توقع أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية، ممارسة بعض الدول الأجنبية ضغوطاً على بعض الحكومات الأفريقية، لمنع إعلان الوحدة فى القارة السمراء، مؤكداً أن هناك أطماعاً أوروبية وأمريكية ويابانية فى أفريقيا. وقال قذاف الدم، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، على هامش قمت سرت: «لا أحد فى أفريقيا أو العالم العربى لديه سيادة إن لم يكن، فى هذا العصر، ضمن كيان كبير وقوى يدافع عنه». وأوضح: «تستطيع دولة مثل ليتوانيا أو حتى مالطا، أن تكون لديها سيادة، لأنها تنتمى للاتحاد الأوروبى، أما نحن فأكبر دولة لدينا لا تستطيع أن تقول إن لديها سيادة، أو حتى قيمة فى هذا العصر، إذ لا تملك دولنا قدرات تفاوضية أو دفاعية أو سياسية». وأضاف: لابد أن تتوحد دول هذه القارة، التى يشكل العرب فيها ثلثى سكانها، وبها جميع إمكانات وموارد المستقبل بما فيها المياه والثروات والبحيرات، لافتاً إلى أنه فى ظل الاتحاد الأفريقى، ستكون هناك وزارة للرى وثانية للزراعة وأخرى للخارجية وغيرها من الوزارات، وعندها ستكون أفريقيا فى مأمن وتصبح لدينا سيادة وتكون لنا قيمة، وعندها سيكون لنا معنى. ونفى قذاف الدم أن تكون ليبيا انشغلت بالقضايا الأفريقية، على سبيل الترف أو النزوة، مؤكداً أنها دافعت وقاتلت لنصرة أفريقيا، من شمالها إلى جنوبها ضد الهيمنة الغربية، موضحاً أن الجماهيرية لديها أهداف وقيم تدافع عنها، وأن العقيد القذافى ليس حاكماً عابراً، جاء ليحكم بلداً ويذهب، بل بطلاً من أبطال التاريخ، لديه قضية ورسالة يحملها، مشدداً على أن قائد الثورة الليبية يحظى باحترام جميع الأفارقة، الذين يقدرون جهوده. وتابع: «للأسف العرب عاشوا خارج العصر، ولم يكونوا يفكرون فى الوحدة، بل كانوا يتنازعون فتراجعت أحلامنا. وأضاف: «شىء (مخجل) أن يصل العرب إلى هذه المرحلة، التى نحن فيها الآن، وأعتقد أنه بعد ثورة الفضائيات أصبح أمراً ملحاً أن يكون فضاء يستطيع أن يصارع باقى هذه الفضائيات»، موضحاً أن هذا الصراع ليس عسكرياً، بل اقتصادياً وأمنياً. وأضاف منسق العلاقات المصرية الليبية: «لابد أن يعرف الجميع أنه فى ظل الاتحاد الأفريقى لا توجد دولة صغيرة وأخرى كبيرة»، موضحاً: «كل دولة لها كيانها وسيادتها وإرادتها ورأيها، الذى تدافع عنه»، مطالباً الدول الأفريقية بالإسراع فى إعلان الاتحاد. واستطرد: «الغرب اتهم ليبيا بالإرهاب، بسبب دعمها للقضية الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية، بالسلاح والتدريب وعشرات المتطوعين، موضحاً أن سقوط الحصار على ليبيا جاء بجهد أبنائها. وحول إيران قال قذاف الدم: «إيران دولة إسلامية قامت فيها ثورة، وكان بها شاه عميل لأمريكا وإسرائيل، ونحن لنا الشرف أننا دعمنا الثورة، وساندنا الخومينى، فانتقلت إيران من دولة معادية للعرب إلى مساندة لهم». وتابع: «إذا كانت إيران تريد امتلاك سلاح نووى، فلماذا نكون مثل (الببغاوات) نردد ما يقوله الغرب من أن ذلك يمثل خطراً علينا»، وأوضح: «دول الخليج تقع بالقرب من إيران وعلى مرمى حجر منها، ولا تحتاج طهران سلاحاً نووياً لتستخدمه ضد هذه الدول الصغيرة، إذا كانت تمثل خطراً على أمنها بالفعل».