تزخر حياتنا بالعديد من البدع والمتناقضات، التى تدعو إلى الضحك والبكاء على حالنا، ومن البدع الجديدة التى ليس لها نظير فى العالم أجمع تصريح «شيخ العرب» بنيته فى إطلاق قناة فضائية لاتحاد الكرة سيتم من خلالها بث بعض مباريات الدورى والمنتخب، بالإضافة إلى الرد على هجوم وسائل الإعلام على قرارات مجلس إدارة الاتحاد. كما صرح أيمن يونس خلال حملته الانتخابية لعضوية اللجنة الأوليمبية بأنه ينوى هو الآخر اطلاق قناة فضائية باسم اللجنة، وهو ما يدخل تحت بند الفوضى والعجائب المصرية، على اعتبار أنه قد جرى العرف عالمياً على اقتصار القنوات التليفزيونية على الأندية فقط، أما الاتحادات الدولية واللجان الأوليمبية فتكتفى بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت لنشر قراراتها ونتائج مسابقاتها. وهناك فوضى أخرى عندما ساقنى حظى السيئ لمتابعة برنامج لإحدى الفضائيات الرياضية استضاف اثنين من الصحفيين مع المقدم الذى يشغل أحد المناصب فى اتحاد الكرة الذى طرح فكرة مناقشة دعم النادى الإسماعيلى ومساعدته فى الخروج من أزمته المالية، وأفتى أحد الضيوف بأنه يجب على هيئة قناة السويس دعم كل أندية القناة «الإسماعيلى والمصرى وبورفؤاد والمريخ» من خلال تجنيب نسبة من دخلها أو عن طريق زيادة رسوم عبور القناة ولو بمبلغ 100 دولار تخصص للدعم. كما أكد أن أندية البترول مستقلة عن الوزارة ولها ميزانيات منفصلة، إلا أنه لم يوضح للمشاهدين من أين تأتى الملايين التى تصرفها هذه الأندية على شراء اللاعبين ورواتباهم الباهظة، ارحمونا يا علماء النفاق والتصفيق والتطبيل وتبرير كل التصرفات الخاطئة التى ستؤدى عاجلاً أم آجلاً لوقوع الكارثة. وأود أن أشير إلى فوضى الانتخابات خاصة اللجنة الأوليمبية والاعتراضات المقدمة من المرشحين ضد بعضهم البعض وفضيحة فاكس اتحاد الكرة ضد الزميلة ميرفت حسانين، والتشكيك فى أوراق ترشيحها لصالح أحد أعضاء الاتحاد، ووعد «شيخ العرب» بإقامة تحقيق لمعرفة الملابسات والأغراض، كما فعل من قبل فى فاكسات أخرى ثم انتهى الأمر إلى لا شىء كالعادة. وكما ذكرت من قبل، فما زالت بدعة إقامة احتفالات التكريم للمنتخب القومى وآخرها ما قام به الحزب الوطنى بإطلاق حملة قومية لدعم المنتخب حضرها كبار أعضائه انتهازاً لفرصة التلميع والظهور الإعلامى مكررين أن القيادة السياسية تقف خلف المنتخب وهو خبر قديم مع فتح ملف إنجازات المنتخب الأفريقية التى مر على الفوز بها أكثر من سنة، يا عالم اتركوا المنتخب فى حاله ويكفيه الحب الكبير والتأييد الشعبى المستمر لكل لاعبيه وأجهزته. كما هالنى تصميم وعناد ومناورات مسؤولى التليفزيون المصرى من أجل إلغاء الاتفاق بين اتحاد الكرة والشركة الإنجليزية لبث مباريات الدورى مقابل نحو 600 مليون لمدة 4 سنوات ووضعهم شروطاً تعجيزية حيث طلبوا من الاتحاد دفع مبلغ 10 ملايين ثمن إشارة البث مع أن سعرها عالمياً لا يتعدى أكثر من 1500 جنيه، بالإضافة إلى مبلغ 60 مليوناً لشركة الإنتاج مقابل الخدمات الإعلامية من استديوهات وعربات نقل الكاميرات وهو ما تنطبق عليه حكمة «أسد على وفى الحروب نعامة» مقارنة بالتعامل مع شبكة «أيه. آر. تى». أما البدعة الأخيرة فهى خاصة بأحد أشهر الإعلاميين الذى أطلقت عليه من قبل لقب «الباز أفندى» وهو نفس اسم الفنان القدير توفيق الدقن فى فيلم «ابن حميدو» بعد أن تحول فجأة من النقيض إلى النقيض، فكان بالأمس يهاجم المنتخب وحسن شحاتة وسمير زاهر وصالح سليم، ثم أصبح الآن ينكر ويناصر ويدافع عن تصرفات وقرارات الجميع حتى لو كانت خاطئة يا باز أفندى حيرتنا وأهمس فى أذنك ومن يسيرون على هواك بالحكمة التى قالها الراحل العظيم مصطفى أمين «يا رب امنحنى الشجاعة لأقول الحق فى وجه الأقوياء، وإذا أعطيتنى نجاحاً لا تأخذ تواضعى، وإذا أعطيتنى تواضعا لا تأخذ اعتزازى بنفسى».