كانت المرة الأولى التى أسافر فيها من المطار الجديد ما يطلق عليه صالة «3» الذى افتتح مؤخرا وأنشئ بمنحة من البنك الدولى بعقد تمت ترسيته على شركة تركية... والحقيقة أن المطار يبدو فخما، مجهزا، عربات الحقائب جديدة، لا تتعطل فى المنتصف.. كل شىء كان يبدو رائعا.. إلا شىء واحد.. أن تسافر حقيبتك بسلام.. وأن تتسلمها أيضا بسلام.. وذاك أمر مع المطار الجديد يحتاج منك إلى كثير من الدعوات والصبر الجميل.. «فالحلو ما يكملش» كما يقول المثل الشعبى المصرى . كنت قد قرأت خبرا فى إحدى الصحف يقول إن النظام الالكترونى لنقل الحقائب به خلل ما.. مما يجعل الحقائب تتخلف أو تذهب إلى بلاد أخرى.. لم أصدق الصحافة.. وقلت مبالغات.. وسألت موظف مصر الطيران فأكد لى أن الأمر كان خللا فى بداية تشغيل المبنى تم إصلاحه وانتهى الأمر . لكن يبدو أن الخلل لم ينته.. فقد تخلفت حقيبتى فى القاهرة ومعها 45 حقيبة أخرى.. فى رحلة من القاهرة الى لندن بلا فواصل (ليست إلى نيويورك أو أستراليا أو تحتاج إلى طائرة أخرى).. هناك خلل ما فى النظام الإلكترونى للحقائب.. ماشى ... يمكن أن يحدث فى كل المطارات.. ومع كل الشركات.. قد تواجهك مشكلة لو لديك اجتماع صباح اليوم التالى.. لكن معلهش.. وصلت الحقيبة بسلام بعد يوم من السفر. لكن يبدو أن الخلل أكبر من ذلك... فعند العودة من نفس المطار الذى يبدو فخما ضخما جميلا تضطر أن تنتظر حقائبك حوالى ساعتين كى تتسلمها.. الأغرب والذى لم أره فى أى من مطارات العالم، ان نفس السير يحمل حقائب رحلتين فى نفس الوقت.. فيعين لحقائبهما المطار عن وصول رحلتى جدةولندن فى نفس اللحظة ويعين لهما نفس السير وهكذا يكتظ ركاب الرحلتين فى انتظار حقائبهم فى أغرب مشهد يتعالى فيه الصراخ والأصوات والانفعالات.. وترتسم فيه حالة من الدهشة على وجوه الأجانب ممن قضى حظهم التعس أن يصلوا مصر عن طريق هذا المطار الفخم الضخم الجميل!! ماذا يحدث؟! ببساطة تم تحويل كل رحلات مصر للطيران إلى المطار الجديد.. تلك الرحلات التى كانت موزعة على صالات 1و2 و3.. أصبحت كلها مكدسة فى صالة واحدة .. لكن تلك الصالة ليس بها سوى 4 أو 5 سيور فقط لتلقى الحقائب وبالتالى فهى صالة تبدو ضخمة جدا لكن طاقتها الاستيعابية لخدمة الحقائب محدودة جدا. ولا أدرى هل هذا هو خطأ الشركة المنفذة أم أن المعلومات التى صدرت لها من القاهرة لم تكن دقيقة أو أننا قررنا فجأة تحويل كل طائرات مصر للطيران إليها دون دراسة طاقتها الاستيعابية ؟! ومع ضغط توافد الرحلات تضطر إدارة المطار إلى تخصيص سير واحد لرحلتين فى آن واحد وتكون الكارثة.. وهكذا تصل رحلتك مع مصر للطيران فى موعدها المحدد بكل دقة.. لكنك تضطر إلى انتظار حقائبك لساعتين بعد عناء وصراخ يحيط بك من كل حدب وصوب يجعلك لا ترى المطار الضخم الفخم الجميل ولكنك تكره اليوم الذى جعلك تذهب لهذا المطار الجديد.. بينما يصاب السائحون بالإرهاق والغضب حتى قبل أن تبدأ رحلتهم إلى مصر.. والحقيقة ربما كان علينا أن نلتمس العذر للقائمين على المطار فقد تكون تلك الأيام الأولى للتشغيل حافلة بالمشاكل.. لكنها بالتأكيد تحتاج لتدخل سريع كى لا تتفاقم ويتحول المطار الجديد الى كابوس لا يطاق.. فالمطارات ليست مجرد حوائط جميلة ورخام يكسو الأرضيات.. لكنها فى الأول والآخر خدمة سريعة وكفء.. تسهل دخول المسافر وخروجه فى أقل وقت ممكن وذلك ما يميز مطارا عن الآخر.. أرجوكم لا تضيعوا الاستثمار بقرارات غير مدروسة وإذا كانت القدرة الاستيعابية لهذا المطار ضعيفة فإما يتم زيادتها أو يتم تقليل الحمل الملقى عليها.. إنها قرارات بسيطة لكنها تؤثر فى حياه الناس الذين من أجلهم أنشأنا هذا المطار. [email protected]