صدر العدد الخاص من «المصرى اليوم» فى 8 يونيو 2009، وفى ذكرى مرور خمسة أعوام على صدوره بعنوان «المواطن مصرى نظرة فى المرآة» شمل العدد لأول مرة فى تاريخ الصحافة المصرية قراءة هادئة لأخطاء المجتمع وعيوب المواطن وخطايا الناس وعدداً من الأسئلة الصادمة مثل هل تعيش خانعاً وتموت مقهوراً ولماذا انهارت الأخلاق ولماذا لا نحب الجمال أجاب عنها نخبة من صفوة الكتاب فى العلوم والأدب ودكاترة علم النفس والسياسيين من محبى مصر مع محاورين من شباب الصحفيين المتميزين من الكتيبة العاملة تحت قيادة قائد أوركسترا العزف الجماعى على أوتار هموم المصريين الاستاذ مجدى الجلاد الذى جعلنى أسمع كلامه وأقف أمام المرآة أنقب فى مجهول تجاعيد الزمن التى رسمها الواقع المؤلم على حياة جيل بأكمله فقد بوصلة الطريق خلال سنوات الضياع باحثاً عن مواطن الجمال ومواجهة شجاعة، مواجهة الذات باعتبارنا جميعاً شركاء فى الأوضاع الراهنة فالقمع لا يجد سوقاً رائجة إلا بين المقهورين والاستبداد لا يعيش سوى بمباركة شعب خانع والثروة لا تتوحش إلا فى مجتمع يستمرئ الفقر والذل فإذا أصلحنا أنفسنا سوف ينصلح حال مصر وهكذا قالوا. ولأن الصحيفة سلعة يشتريها القارئ بقصد قراءتها طازجة ليلتهم محتواها قبل ان تبرد وإلا فسدت وضاع مذاقها إلا ان هذا العدد المتميز من الصحيفة كان يحتوى على وجبة دسمة خرجت عن المفهوم التقليدى للقراءة الصحفية لتستلزم عدة أيام لهضم محتويات قائمة طعام الأصناف الدسمة وتذوق ما بها من خلطة رائعة شديدة الانبهار وبعد أن فرغت من التهامها احتفظت بالوصفة السحرية لهذا العدد الصادم من الجريدة ليحتل أرفف مكتبتى باعتباره وثيقة ومرجعاً لأحفادى عندما يفكرون يوماً فى دراسة تاريخ مصر فى 2009 وما قبلها وعن يوميات المواطن المقهور الذى يموت خانعاً وكيف حفر التاريخ ملامحنا وكما يقول شاعرنا العظيم سيد حجاب فى مقتطفات من نفس العدد «يا مصرى ليه دنياك لخابيط والغلب محيط والعنكبوت عشش على الحيط وسرح على الغيط يا مصرى قوم هش الوطاويط كفياك تبليط». فاروق على متولى السويس [email protected]