أخيراً.. أسدل الستار وانصرف المتفرجون كل إلى حال سبيله، بينما اختبأ أبطال العرض فى كواليسهم ينتظرون ساعة الصفر، أخيراً.. استقل هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى سيارتين مصفحتين إلى طره، ومن الآن سيرتدى كل منهما بدلته الحمراء ويطلب الرحمة. حق العدالة أن تقتص.. وحق المتهم أن يعيش ب«أمل»، حتى إذا لم يكن قد بقى فى العمر سوى القليل. أخيراً.. انتهى واحد من أطول وأعقد ماراثونات القضاء، انتهى بخمس دقائق نطق خلالها رجل مهيب (القاضى) بالحكم: حكمت المحكمة حضورياً بإعدام كل من محسن السكرى وهشام طلعت مصطفى بتهمتى قتل والتحريض على قتل مطربة تدعى سوزان تميم. لم نسمع أحداً يهتف: «يحيا العدل»، لكن أحداً لم يشمت. كان الجميع مذهولين، وكان الأمن حاضراً ب«كثافة» تليق بحدث لم يخل من غموض، لكنه انتهى. كل شىء انتهى. انهار مَن انهار، وقرأ المتهمان قرآنا واستسلما لقضائهما، وعاد كل منا إلى همه الشخصى، عاد مطمئناً وخائفاً فى الوقت نفسه.. عاد يلتمس الرحمة: اللهم أحسن ختامنا.