استقبل الرئيس حسنى مبارك أمس رئيس مجلس النواب العراقى إياد السامرائى، وتركزت المباحثات على الاوضاع فى العراق والعلاقات الثنائية بين القاهرة وبغداد. وقال السامرائى فى تصريح له عقب اللقاء إن الرئيس مبارك أكد له أن مصر على استعداد لتقديم كل ما يطلبه العراق من دعم ومساندة، منوها بأنه نقل للرئيس تحيات الرئيس العراقى جلال طالبانى ورئيس الوزراء نورى المالكى. وأضاف أن مباحثاته مع الرئيس مبارك تناولت التطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات المصرية -العراقية واتفاقيات التعاون التى تم توقيعها مؤخرا بين البلدين، والخطوة الإيجابية التى أقدمت عليها مصر بإعادة فتح سفارتها فى بغداد وتعيين سفير لمصر لدى العراق. وأشار الى انه تم الاتفاق على توقيع بروتوكول للتعاون بين مجلس الشعب المصرى ومجلس النواب العراقى على أن يتم التوقيع قبيل مغادرته القاهرة. ووصف هذا البروتوكول بأنه سيكون مفتاحا للزيارات المتبادلة للجان المتخصصة فى المجلسين رغبة فى الاستفادة من الخبرات المصرية وتنسيق التعاون ومحاولة توحيد التشريعات. وردا على سؤال حول الخلافات التى شهدتها الساحة العراقية بشأن عقود النفط، اعتبر السامرائى أن هذه الخلافات من نتائج الديمقراطية، موضحا ان هناك خلافات فى وجهات النظر بين بعض النواب ووزير النفط العراقى تتعلق بتأخير إصدار قانون النفط والغاز الذى ينظم العلاقة بين العراق والدول الأخرى، وينظم إصدار التراخيص النفطية التى تعنى إعطاء المجال لشركات النفط الأجنبية للعمل فى العراق. وذكر السامرائى أن الخلاف ينصب حاليا حول حقول البترول المنتجة، وهل ينبغى تطويرها من خلال الجهد الوطنى العراقى أم عن طريق الاستعانة بالشركات الأجنبية، مشيرا الى أن العراق بحاجة الى الشركات الأجنبية لتطوير الحقول غير المنتجة وغير المستثمرة والناضبة، منوها بوجود اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الشركات المصرية والعراقية للتعاون فى مجال النفط والغاز وهى تعطى للشركات المصرية المجال للعمل فى العراق.وردا على سؤال حول الأوضاع الأمنية فى العراق خاصة أن مصر قررت إرسال سفير لها الى بغداد، قال المسؤول العراقى إن الحالة الأمنية فى العراق أصبحت أفضل بكثير مما كان عليه الحال عام 2004 على مستوى العمليات، مستطردا: لكن مازالت هناك عصابات إجرامية منظمة تسبب قلقا للأمن، غير أن الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية تطورت الى حد كبير. وأكدت قدرة الحكومة العراقية على توفير الحماية والأماكن الآمنة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية. من جانبه قال رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور إن الضيف العراقى حضر الى مصر بدعوة من مجلس الشعب، مشيرا إلى أن اللقاءات البرلمانية بين الوفد البرلمانى العراقى ونظيره المصرى أكدت على عروبة العراق ووحدته وضرورة تحقيق الأمن والاستقرار للشعب العراقى والابتعاد عن الانقسام والخلاف.فى سياق متصل أكد مصدر دبلوماسى مصرى مسؤول ان الوفد الدبلوماسى المصرى الموجود فى العاصمة العراقية بغداد حاليا سيتفقد مقر السفارة المصرية هناك، استعدادا لإعادة افتتاحها ويبحث مع الجانب العراقى التجهيزات النهائية للمبنى. وقال المصدر ل «المصرى اليوم»: نحن نجرى مشاورات حاليا مع الجانب العراقى للاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بمقر البعثة الدبلوماسية المصرية فى العراق، وعند الانتهاء من هذه الامور سيتحدد موعد عودة البعثة المصرية الى هناك. وأشار المصدر الى أنه بعد إعلان اسم السفير المصرى الجديد فى العراق شريف شاهين، يجرى حاليا اختيار باقى أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، سواء فى الشؤون القنصلية وبقية إدارات السفارة الاخرى، لافتا الى انه عند اختيار اعضاء البعثة سيتم إرسال مجموعة من الدبلوماسيين الى مقر السفارة لبدء عمل البعثة. وأضاف: نحن الآن فى المراحل النهائية لعودة البعثة الدبلوماسية المصرية للعراق، الا انه لم يتم بعد تحديد موعد نهائى لعودتها.