احتار قلمى كثيرًا قبل أن أخط هذه السطور لا لشىء ولكن كان ينتابنى شعور بأن ما أنوى أن أكتبه لا يسمن ولا يغنى من جوع ولا ولن يغير أى شىء، ولأننا أمام قضية كبيرة وخطيرة لا تحتمل التأجيل أو النقد أو الاستئناف، بل يجب النطق بالحكم فيها فورًا، لأن المتهمين فيها فسدة فاسقون يتاجرون وبثمن بخس بعقول شبابنا. والله إنى أعتبرهم من الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد، ولأن فى جريدتنا الغراء «المصرى اليوم» (السكوت ممنوع) فقد قررت أن أخوض فى هذه القضية وأجرى على الله.. أحداث هذه القضية تقع داخل مراكز النت، ولأننى لا أمتلك جهاز كمبيوتر خاصًا فى بيتى فأنا من المترددين على هذه الصالات، التى تفتح أبوابها صباحًا، حيث يهرع إليها طلاب المدارس تاركين مدارسهم ليشاهدوا الأفلام الإباحية. فبمجرد أن يجلس الطالب على الجهاز يضغط الزر فيستدعى الأفلام المخلة عبر النت، التى تنقل له العملية الجنسية بالصوت والصورة وما أحزننى أن هذه الأماكن تكون مكتظة بطلبة المدارس منذ الصباح فهم صبية صغار فى عمر الزهور، ولك أن تتخيل ما يترتب بعد مشاهدة هؤلاء المراهقين هذه الأفلام التى يطلقون عليها الأفلام الثقافية، إن هذه الأماكن تمارس نشاطها جهارًا نهارًا وتحت صمت رقابى رهيب أشبه بصمت الكهوف، وكأننا نساعد هؤلاء ونعينهم على تدمير شبابنا وتحويل ما به من طاقة وعنفوان كثيباً مهيلًا. إنها حرب معلنة علينا من الخارج، هى حرب فكرية عقائدية وغزو ثقافى الغرض منه إغراقنا فى الفساد والشهوات وجعل شبابنا فى غيبوبة مستمرة، فنحن أيضًا نحارب شبابنا بأيدينا، وذلك بالصمت وعدم الرقابة على هذه الأماكن المنتشرة فى ربوع وطننا العزيز. فكيف لنا وسط كل هذه الإغراءات نغضب ونثور وندين عمليات التحرش الجنسى، التى تحدث فى الشوارع فى وضح النهار وكيف يتسنى لنا الحكم فى قضايا الاغتصاب، التى أصبحت شبه يومية وهل شبابنا فى هذه الحالة جناة أم مجنى عليهم. إلى أصحاب هذه الصالات وإلى حكومتنا أيضًا اتقوا الله فى الشباب فبأيديكم أن تساهموا فى بناء هذه الأعمدة التى هى عصب الأمة بدلاً من أن تكونوا هدامين لهم. حسن السلاك [email protected]