دبلوماسى إسرائيلى ينفى عرض نتنياهو «دولة فلسطينية بالمعنى التقليدى»

نفى مايكل أورين، السفير الإسرائيلى الجديد لدى واشنطن، أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض فى خطابه على الفلسطينيين دولة «بالمعنى التقليدى»، وقال: «عندما يستخدم نتنياهو كلمة دولة الآن، يجب إضافة عدد من التوضيحات لها، حتى يفهم أن ما نتحدث عنه هنا ليس دولة بالمعنى التقليدى، مثلما فهم على نطاق واسع، وإنما دولة فيها - بعض - القيود الجوهرية على سلطاتها».
وفى حين قال أورين إن نتنياهو مستعد لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، التى تشمل قضايا رئيسية مثل الحدود واللاجئين، حذر من أن موقفه بشأن وضع القدس «ثابت لم يتغير»، وهى أيضا من القضايا «الأساسية» فى عملية السلام، مؤكدا أن المدينة ستظل العاصمة الموحدة لإسرائيل.
وعزا الدبلوماسى الإسرائيلى، عدم استخدام الحكومة الإسرائيلية الجديدة منذ مجيئها للسلطة كلمة «الدولة»، إلى إنها تحمل العديد من الدلالات، التى أرادت إسرائيل ألا تسبب لبسا بشأنها أمام الفلسطينيين والمجتمع الدولى، قائلا «هذا هو السبب فى التردد المبدئى لاستخدام كلمة دولة، لأنه عندما تقول دولة، فإنها تحمل عددا من الافتراضات معها».
وأضاف أورين، الخبير فى شؤون الشرق الأوسط، أنه يوجد «تفاهم» قديم فى واشنطن بشأن ما يمكن أن يكون هناك حاجة إليه، بما فى ذلك «قوة شرطة» فلسطينية تحفظ «الأمن الداخلى وتحرس الحدود لكن دون أن تهددنا»، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية التى يرأسها محمود عباس (أبومازن) لديها بالفعل قوات أمن داخلية مسلحة.
من جانبه، قال ناثان براون، الباحث فى مؤسسة «كارنيجى» للسلام الدولى فى واشنطن، إن ما يتحدث عنه نتنياهو من دولة فلسطينية منزوعة السلاح «لا يفى بما يعنيه معظم خبراء العلوم السياسية بكلمة دولة»، واستدرك أن «الأكثر أهمية من العلوم السياسية هو الواقع السياسى الفلسطينى، فبالنسبة للفلسطينيين سيبدو لهم هذا على أنه نوع من الحكم الذاتى، مزينا بأعلام، وربما بمقعد فى الأمم المتحدة، وهو ما عرض عليهم فى الماضى، ورفضوه بإصرار».
فى سياق متصل، تقدمت نحو 180 منظمة منتشرة فى أكثر من 32 ولاية أمريكية بخطاب إلى الكونجرس تطالب فيه بتجميد المساعدات العسكرية لإسرائيل أو تعليقها على قبول إسرائيل بشروط تخدم مصالح السياسة الأمريكية، وقدمت هذه المنظمات التى تنضوى تحت لواء ما يسمى «الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى» الخطاب أمس الأول إلى لجنة المخصصات الخاصة بالمساعدات الخارجية بمجلس النواب والتى ستجتمع اليوم لمناقشة المساعدات التى ستقدمها الإدارة الأمريكية للخارج ضمن ميزانية 2010.