■ «هل يسبب التوتر والانفعال أعراضاً مرضية تؤثر على جهاز المناعة وتضعفه فى مواجهة العدوى بشكل عام، وفيروس الأنفلونزا بشكل خاص؟ أحمد – كفر الشيخ». - أثبت أحدث الأبحاث أن التوتر يسير فى نفس السكة والطريق الذى تسير فيه العدوى، وأن رد فعل الجهاز المناعى المبدئى للعدوى، هو نفس رد فعله عند التعرض للتوتر والانفعال والضغط العصبى، لذا فإن التوتر والانفعال يسببان أعراضا مرضية جسدية، ولكننا الآن توصلنا إلى تفاصيل هذه العلاقة، وعلمنا أن القلق والتوتر بكل أنواعهما - حتى القلق من أن تمرض وتصاب بالأنفلونزا - يسببان ضعف المناعة والإصابة الفعلية بها وبأعراضها المرضية، والعلاقة التبادلية بين خلايا المخ وخلايا الجهاز المناعى، تجعل كل ما يؤثر بالسلب على مناعة الإنسان يؤثر أيضا على سلوك ومزاج الإنسان، والعكس صحيح.. وهناك عوامل كثيرة بخلاف التوتر يمكن أن تؤثر على كفاءة جهاز المناعة، مثل أسلوب التغذية الخاطئ، وعدم توافر قسط وافر من الراحة والنوم، وعوامل التلوث الموجودة فى البيئة من حولنا مثل المبيدات الحشرية، والتدخين، وتلوث الجو بالمعادن الثقيلة، مثل الرصاص الخارج من عوادم السيارات، ومن حرق المخلفات الإلكترونية والبطاريات، والمواد الكيميائية الموجودة فى بعض المنظفات المنزلية، والآلاف من الإضافات والمواد الحافظة التى تضاف إلى الطعام، والاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية.. ونتيجة للتعرض لكل هذه الإهانات من حولنا، فإن جهازنا المناعى يئن ويتداعى ويضعف، نتيجة لاستخدام طاقته وأسلحته من أجل مواجهة كل هذه المهينات، فيصبح الإنسان أكثر تعرضاً للإصابة بالعدوى أكثر من مرة فى السنة الواحدة، وتقل مقاومته حتى للكائنات الضعيفة التى تعيش بصورة متكافلة داخل جسمنا، ويتأخر التئام الجروح عنده.. إلى آخر الأعراض التى تشير إلى انخفاض كفاءة الجهاز المناعى. وقد تبدو العلاقة بين الانفعالات والمناعة برد الفعل الأوّلى للجهاز المناعى فى الساعات الأولى من التعرض للعدوى بالأنفلونزا مثلاً، والذى يبدأ بما يسمى «رد الفعل المرضى» Response Sickness وهو عبارة عن مجموعة من الأعراض التى تكون بمثابة صفارة الإنذار للجسم، التى تعلن عن غزو كائن غريب ينبغى التصدى له. وتشمل هذه الأعراض تغيرا فى المزاج وفى الحالة النفسية للإنسان، وظهور بعض الأعراض المرضية مثل ارتفاع درجة الحرارة، واضطراب التمثيل الغذائى فى الكبد، وانسداد الشهية عن الأكل والشرب، وانخفاض الرغبة والنشاط الجنسى، وزيادة التوتر والتعب لأقل مجهود، مع زيادة إفراز هرمونات الانفعال مثل الكورتيزول والأدرينالين وغيرهما. والهدف من كل هذه الأعراض السابقة - إلى جانب الإعلان عن الخطر - هو توفير الطاقة اللازمة للحرب من أجل مواجهة المعتدى، وتوفير أكبر قدر من الطاقة التى تستنفدها سلوكيات الإنسان عندما يكون طبيعياً ولا يتعرض لأى خطر، ومن الملاحظ أن كل هذه الأعراض التى تعتبر وسائل دفاعية عن الجسم عند تعرض الجهاز المناعى للعدوى، تصدر من المخ، وبالذات من منطقة ما تحت المهاد المسماة «هيبوثلاموس»، فكيف علم المخ بوجود كائن غريب يهدد الجهاز المناعى؟ لابد إذن أن هناك اتصالاً مباشرًا وغير مباشر بين كل من الجهازين. [email protected]