كان يرى المسرح رديف الحياة، فإن صلحت صلح المسرح وإن فسدت فسد المسرح امتدت مسيرته المسرحية على مدى ما يقارب نصف القرن تعامل مع المسرح خلالها كرسالة ودور وأداة تنوير وتبصير وتفعيل للإرادة الإنسانية، كما اعتبره الوعاء الفنى الحامل لهموم الناس. سعد أردش عمل أستاذًا ورئيسًا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية ومديرًا لمسرح الجيب، ومديرًا لمسرح الحكيم ورئيسًا لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، ثم رئيسًا للبيت الفنى للمسرح. كما كان عضوًا فى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وحاز العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة، وشملت رحلته الفنية التى استمرت أعمالًا متميزة سواء فى التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله «سكة السلامة»، «المال والبنون»، «عطوة أبومطوة»، «الأسطى حسن»، «شباب امرأة» وغيرها من الأعمال التى تعد علامات فى مسيرة المسرح والسينما المصرية. ولأردش العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث أهمها «المخرج فى المسرح المعاصر»، «خادم سيد درويش»، «ثلاثية المصيف»، «جريمة فى جزيرة الماعز»، «انحراف فى مقر العدالة»، «أجوينى»، «بياتريس»، و»كارلو جولدونى»، وهى سلسلة مسرحيات عالمية، فضلًا عن العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة فى مصر والعالم العربى مثل «مجلة المسرح»، «فصول الإبداع الفنى»، و«أعلام العراق». بقى أن نقول إن سعد أردش من مواليد 16 يونيو عام 1924 فى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وتلقى تعليمه فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية. وفى المدرسة الثانوية بفارسكور تعرف أردش على الشاعر الصوفى الكبير طاهر أبوفاشا، الذى قاد تجربة المسرح المدرسى. وجمع أردش فى دراسته الجامعية بين الفن والقانون، حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية، إلى جانب التحاقه بحقوق عين شمس، فحصل على بكالوريوس المعهد عام 1952، وليسانس الحقوق عام 1955، ثم حصل على دبلوم الإخراج، وفى عام 1957 تم إيفاده فى بعثة إلى إيطاليا، حيث حصل على درجة الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح فى روما عام 1961. وفى مساء «الجمعة» مثل هذا اليوم «13 يونيو» من عام 2008 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء تلقيه العلاج توفى عن عمر ناهز 86 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
