تفاصيل «جريمة تزوير» وقعت داخل مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية، أقرب ما تكون إلى فيلم سينمائى، أبطاله 6 أشخاص، البداية كانت عندما أحضر مقاول فلاحاً من الشرقية وموظفاً بشركة الكهرباء، وبموجب أوراق «قيد ميلاد» مزورة، اصطنع لهما بطاقتى رقم قومى مزيفتين باسمى شقيقين، الأول ممدوح حلمى عبدالدايم، والثانى باسم «مدحت». وداخل شركة مصر للتأمين، وقف المقاول والشقيقان أمام الموظفين فى الشركة، واستخرجوا وثيقة تأمين على الحياة باسم «ممدوح»، بمبلغ نصف مليون جنيه، على أن تصرف باسم شقيقه «مدحت» فى حالة الوفاة، وقدموا البطاقتين المزورتين وأنهوا جميع الإجراءات المطلوبة، واستمروا فى سداد أقساط البوليصة لمدة 9 شهور، ودفعوا مبلغ 25 ألف جنيه قيمة الأقساط عن تلك الفترة. وبعد مرور الشهور التسعة، وقعت تفاصيل أخرى مثيرة، اتفق المقاول مع محام وطبيب صحة بالوراق، وموظف آخر فى مديرية الإسكان، على إحضار جثة لشخص مجهول وتوقيع الكشف الطبى عليها داخل منزل الأخير بمنطقة الوراق، وبعد اطلاع الطبيب على الجثة، كتب شهادة وفاة باسم «ممدوح» المؤمن عليه بشركة مصر للتأمين. تبين من تحريات هيئة الرقابة الإدارية، أن المتهمين استخرجوا شهادة وفاة ل«ممدوح» وأن الشخص الذى انتحل صفته «زوراً» سافر إلى قريته بالشرقية، وألقت أجهزة الأمن القبض عليه بعد 6 ساعات من سفره. كما ألقت القبض على جميع المتهمين عدا الطبيب، وجار ضبطه، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهمون إلى عمر بكار، مدير نيابة شرق القاهرة، والذى أمر بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. كشفت التحقيقات أن المتهمين ذهبوا للشركة من أجل صرف قيمة التأمين، إلا أنهم تشككوا فى الأمر، وأوقفت هيئة الرقابة الإدارية الصرف لحين الانتهاء من التحقيقات، وتبين أن المتهمين كونوا تشكيلاً عصابياً فيما بينهم للنصب والاستيلاء على أموال الشركة، وأنهم زوروا بطاقتين، واستخرجوا بوليصة باسم أحدهما على أن يصرفها الثانى فى حالة وفاته. أمر المستشار محمد رمزى، المحامى العام لنيابات شرق القاهرة الكلية، بأخذ بصمة الصوت الخاصة بالمتهمين لمضاهاتها بالتسجيلات الصوتية.