بدأ مؤتمر العمل الدولى أعماله أمس بقصر الأممالمتحدة فى جنيف بسويسرا، بمشاركة نحو 4000 شخصية عامة، للبحث عن طريقة فعالة للتصدى لتزايد تأثير الأزمة المالية الاقتصادية على العمال، خاصة مع تزايد احتمالات استمرار ارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل كبير فى عام 2010، وتشارك مصر فى فعاليات المؤتمر بوفد ثلاثى يمثل أطراف العمل، وتواجه انتقادات لاختراقها 3 اتفاقيات خاصة باتفاقيات العمل الدولية. وسوف يتم على هامش فعاليات المؤتمر عقد مؤتمر «قمة عالمى» للأزمة والوظائف خلال يومى 15-17 يونيو، ومن المقرر أن يشارك فيه الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية والتأمينات، كما سيشارك فى فعاليات هذه القمة ما يقرب من عشرة رؤساء دول وحكومات ونواب رؤساء، ووزراء وأرباب العمل ونقابات العمال وقادة من 183 من الدول الأعضاء فى منظمة العمل الدولية. ويبحث المؤتمر تقارير عن الأوضاع فى 25 بلدًا لمناقشة تطبيق اتفاقيات المنظمة، ومن المتوقع أن تكون مصر من بينها بسبب انتهاكها للاتفاقيات المتعلقة بحظر العمل الجبرى وعمالة الأطفال. وأكدت مصادر خاصة ل«المصرى اليوم» أن مصر سوف تواجه انتقادات حادة خلال فعاليات المؤتمر لاختراقها اتفاقيات المنظمة الدولية على مدار السنوات الماضية، دون تصويب ملاحظات المنظمة عنها خاصة فيما يتعلق بعمالة الأطفال، وتطبيق نظام العمل الجبرى. وأوضحت المصادر أن الانتقادات التى ستواجهها الحكومة ممثلة فى وزارة القوى العاملة والهجرة خلال المؤتمر- الذى سينهى أعماله يوم 19 يونيو الجارى - سببها اختراق مصر ثلاث اتفاقيات من اتفاقيات المنظمة الدولية. مشيرة إلى أن تقرير المدير العام، الذى ستتم مناقشته خلال المؤتمر طالب القاهرة بضرورة الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها وعدم اختراقها، مع توضيح أسباب اختراق هذه الاتفاقيات. وأكدت المصادر أن الانتقادات الموجهة لمصر من المدير العام فى تقريره السنوى تتضمن اختراق ثلاث اتفاقيات دولية هى اتفاقية العمل الجبرى، رقم 29 الصادرة عن المنظمة فى عام 1930وصدقت عليها مصر عام 1955، واتفاقية إلغاء العمل الجبرى رقم 105 لسنة 1957، إلى جانب اتفاقية الحد الأدنى للسن رقم 138 لسنة 1973 بسبب انتشار ظاهرة عمالة الأطفال. وقالت إن من بين الانتقادات الموجهة فى التقرير تطبيق مصر لنظام الخدمة العامة، الذى يتم فيه توجيه الشباب من الذكور والإناث - الذين أكملوا دراستهم وغير مطلوبين للتجنيد - إجباريا فى أعمال مثل تنمية المجتمعات الريفية والحضرية والجمعيات التعاونية الاستهلاكية والزراعية، والعمل فى وحدات إنتاج المصانع. وأضافت المصادر: ومن بين الانتقادات أيضا تشغيل نحو 80% من إجمالى عمالة الأطفال فى مصر بالقطاع الزراعى، لساعات طويلة فى بيئة ترابية دون أقنعة أو أجهزة تنفس، ودون تلقى أى تدريب على احتياطات سلامة العمل والوقاية من مخاطر مبيدات الآفات والحشائش. ومن المقرر أن يخصص المؤتمر جلسات خاصة لمناقشة أسباب انتشار فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» بين الأوساط العمالية وسبل مواجهته، إلى جانب المساواة بين الجنسين فى سياق العولمة، وذلك بمشاركة نخبة من رؤساء الدول وممثلين عن 182 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة، فضلا عن عدد كبير من واضعى السياسات وممثلى كبرى المؤسسات الإقليمية والدولية فى العالم.