تباينت آراء عدد من الخبراء والمحللين السياسيين حول أسباب زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمملكة العربية السعودية قبيل مجيئه للقاهرة لإلقاء خطابه الموجه للعالمين العربى والإسلامى، حيث اعتبر بعضهم أن أوباما سعى بهذا الإجراء إلى «إرضاء الرياض» وتعويضها عن اختياره القاهرة لمخاطبة المسلمين، فيما أرجع البعض الآخر اختيار السعودية كمحطة أولى، إلى «أسباب اقتصادية» متعلقة بمصالح واشنطن مع دول الخليج. وقال السفير سيد قاسم المصرى، مستشار أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى لشؤون الأقليات الإسلامية، سفير مصر الأسبق لدى الرياض، «إن زيارة أوباما للسعودية قبل زيارته مصر كان لموازنة اختياره القاهرة لإلقاء الخطاب»، مؤكداً أنه كان لابد من إرضاء السعودية «كرمز ومنبع للدين الإسلامى». وأضاف المصرى: «كان لابد من إدخال السعودية بشكل أو بآخر فى الجولة، بسبب العلاقات الخاصة التى تربط الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسعودية، والتى يأتى البترول فى مقدمتها». بينما استبعد الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن يكون اختيار أوباما للسعودية كمحطة أولى لرحلته الخارجية المرتقبة، استرضاء للرياض، لاختياره القاهرة مكاناً لإلقاء خطابه للعالم الإسلامى، مؤكداً أن الأسباب الاقتصادية هى المحركة لهذا الاختيار. وقال سلامة إن «مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية الاقتصادية فى منطقة الخليج أكبر من مصالحها مع مصر»، مشيراً إلى مطالبة أمريكا لدول الخليج برفع معدلات إنتاج البترول، بالإضافة إلى الاعتماد الأمريكى على الأموال الخليجية للخروج من الأزمة الأقتصادية هو الدافع الرئيسى لاختيار الرياض . وأضاف: «هذا الاختيار يأتى أيضاً لطمأنة الأطراف الخليجية تجاه الموقف الأمريكى من إيران، موضحاً أن زيارة أوباما للسعودية بمثابة زيارة لدول الخليج ككل». وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن زيارة أوباما للسعودية جاءت لاستكمال بلورة خطة حل الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى»، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكى يحاول الاستماع لمختلف الأطراف، خاصة أن التصور السعودى «مهم للأمريكيين». وأضاف عبدالمجيد: «إن أوباما يريد التعجيل بإجراءات التطبيع بين الدول العربية والإسلامية وبين إسرائيل»، موضحاً أن اختيار السعودية له اعتبارات موضوعية أكثر من كونها اعتبارات شكلية، لأن الخطاب الذى سيلقيه على العالم الإسلامى سيكون «شديد العمومية» – حسب وصفه - ومليئًا بالعبارات الإنشائية مما سيجعله أحد أقل خطابات الرؤساء الأمريكيين أهمية».