صدق الشاعر إذ قال (دقات قلب المرء قائلة له.. إن الحياة دقائق وثوانٍ).. واليوم يكون قد مر قرن ونصف القرن على بداية عمل ساعة بج بن التى اكتسبت اسمها من اختصار اسم بنجامين هول وزير الأشغال البريطانى ضخم الجثة والذى شهد إقامتها وأشرف على تنفيذ مشروعها وتصميم برجها خاصة، فكانوا يطلقون عليه اختصارا اسم بج بن وأطلقوا هذا الاسم تكريماً له على جرس الساعة الضخم فأطلق اسمه على الساعة كلها والتى يبلغ وزنها نحو 12 طنا ونصف الطن. وعلى حد ما ذكر الدكتور طلال زارع فى عكاظ أن هذه الساعة المثبتة فى برج لندن و قائمة إلى بجوار قصر وستمنستر (البرلمان البريطانى) تعد من أهم المعالم التى يحرص السائحون على زيارتها وهى أشهر ساعة لقياس الوقت فى العالم بدأ عملها (فى مثل هذا اليوم) 3 يونيو من عام 1859 وتتميز الساعة بدقتها المتناهية فى قياس الوقت، وتعتبر دقاتها رمزاً للتوقيت العالمى وتوجد الساعة فى برج القديس استيفان فى الجزء الشمالى من مبنى البرلمان فى دائرة ويستمنستر فى العاصمة البريطانية، وبرج الساعة طوله 320 قدماً. وقد قام بتصميم الساعة إدموند بكيت، وصنعها إدوارد دنت ومن بعد وفاته فردريك دنت.. ومنذ عام 1924 بدأت دقات بج بن تعلن الوقت عبر إذاعة ال«بى.بى.سى» يومياً. واعتاد كثير من الناس حول العالم أن يسمعوا دقاتها قبل نشرات أخبار الإذاعة البريطانية. ويبلغ عمر الساعة الآن حوالى قرن ونصف القرن، وبالنظر إلى عمرها الطويل تظل الساعة فى حال جيدة، ويمكن أن تتعرض لعطل مفاجئ مرة كل حوالى سبع سنوات، ومعظم الحوادث التى تعرضت لها كانت بسيطة، سوى واحدة وقعت عام 1977، حيث توقفت الساعة كلياً عن العمل واستغرق إصلاحها مدة أسبوع كامل. ويحرص فريق الصيانة طوال الوقت على إبقاء القطع التى تتشكل منها الساعة تماماً كما هى لقيمتها التاريخية، الأمر الذى ينتج عنه بعض الأعطال من فترة لأخرى وتمثل الساعة جزءاً من التراث التاريخى لبريطانيا.. ومن الطريف أنه قد حدث فى يوم من الأيام أن وقف عدد من طير الزرازير على عقرب الدقائق فمنعه من التحرك، وتأخرت الساعة فى ذلك اليوم، ولم تنقل دقاتها عبر الأثير. ولأول مرة فى تاريخ بريطانيا سمحت سلطات مبنى البرلمان البريطانى بنقل تليفزيونى حى لساعة بج بن الشهيرة وهى تعلن قدوم الألفية الثانية. وقيمة الوقت جعلت الإنسان منذ قديم الزمان يهتم بالوسائل التى تمكنه من قياسه، ومن هذه الوسائل صناعته للساعة، وقد مرت الساعة بمراحل متعددة حتى وصلت إلى ما عليه اليوم من دقة.
