شهدت قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم العديد من المفاجآت وعلامات الاستفهام، التى ربما كشفت المحكمة عن جزء منها عند مناقشتها للشهود، إلا أن هناك الكثير منها لا يزال مجهولا.. «المصرى اليوم» رصدت خلال 28 جلسة- هى مدة المحاكمة- عدة ملاحظات وعلامات استفهام مثيرة، منها ما هو حقيقى واضح، ومنها ما لم يذكر إلا فى جملة واحدة عابرة فى محاضر الجلسات، أبرزها الشقة التى فكر هشام طلعت أن يشتريها فى نفس العمارة التى يقطن بها فى شارع الصالح أيوب بالزمالك مقابل 7 ملايين، لكن صاحبها طلب منه 10 ملايين، والحديث عن مكتب الاستخبارات البريطانية، الذى تم استئجاره من جانب دفاع هشام طلعت لفك طلاسم القضية، واختفاء سلاح الجريمة، وإصرار دفاع المتهم الأول عاطف المناوى- على مدار أكثر من 10 جلسات- على ضرورة أن تنتقل المحكمة بكامل هيئتها إلى برج الرمال لإجراء معاينة على الطبيعة، مع مراعاة القياس الزمنى فى كيفية انتقال المتهم صعودا وهبوطا فى برج الرمال، إلا أن المحكمة لم تلتفت إلى طلب المحامى. ومن بين ما أثار الانتباه أيضًا فى تلك القضية قصة عمليات التجميل التى أجرتها الضحية، وبلغت 12 عملية، وقصة الطائرة الخاصة التى كانت تقل سوزان من مصر إلى خارجها، وقصة تكليف هشام لشقيقه طارق بالسفر إليها لمحاولة إقناعها بالارتباط منه، وحقيقة الزواج العرفى بين هشام وسوزان، وقصة قميص- «تى شيرت»- المتهم الأول المدمم، واختلاف الماركة، وهو الدليل الصعب والقوى وربما الوحيد فى القضية بعدما تبين وجود قطرات من دمه وبقعة من دماء القتيلة. الغريب فى القضية هو ما قرره دفاع هشام طلعت مصطفى بالاستعانة بمكتب تحرٍ يحمل الجنسية البريطانية، فى محاولة لفك طلاسم وأسرار علاقة رياض العزاوى مع المجنى عليها، وقصة الحسابات السرية الخاصة بهشام طلعت مصطفى، والتى سحبت منها سوزان تميم أموالا كثيرة، وما تردد عن زواجه العرفى منها، وقصة الأموال التى حصل عليها رياض العزاوى من سوزان، والتى دفعت والدها إلى الإسراع بالاتصال الهاتفى بهشام، الذى كلف محامياً لإقامة دعوى ضد سوزان لتجميد حساباتها فى سويسرا. كما أن الغريب أيضًا فى القضية هو والد القتيلة وشقيقها اللذان أدليا بأقوالهما فى لبنان خوفًا من مساءلتهما فى الجرائم التى ارتكباها فى مصر، وقصة قرار المحكمة باستدعائه للاستماع إلى أقواله والاستغناء عن شهادته بعد جلستين، وشقيقها خليل الذى لم يحضر أيضا حتى لمتابعة جلسات محاكمة المتهمين فى قتل شقيقته، واكتفى بذكرها أمام المكتب المختص فى وزارة العدل اللبنانية، والحقيقة أن كلًا من عبدالستار تميم وابنه خليل يصعب عليهما السفر إلى مصر، فالأب اتهم من قبل بتهريب الهيروين فى ساعة يد حريمى كان يحملها إلى ابنته من إحدى الشركات التجارية، ومازال خليل لا يستطيع السفر إلى مصر بسبب قضية قتل فى أحد فنادق القاهرة قيل إنه تم حفظها. كانت مشاكل سوزان مع عادل معتوق- زوجها الثانى- هى الوسيلة التى دفعتها للتعرف على هشام، الذى دفع أكثر من مليونى دولار لمعتوق لتطليقها، رغم تهديدات معتوق لهشام وإخوته، التى قال فيها نصًا: «لو جئتم إلى باريس سوف أقطع أرجلكم». وبدأت قصة زواج هشام بسوزان حينما فوجئت والدته وشقيقته، وهما فى العمرة، بسوزان تميم وهى ترتدى ملابس محتشمة وتؤدى الطقوس الدينية معهما فى مكة بجانب هشام، ورغم الصورة البريئة التى كانت عليها سوزان، لم توافق الأم على أن يتزوج منها، فكان الحل فى اللجوء إلى الزواج السرى، وهو ما أيدته سوزان بشرط تأمين مستقبلها، فقام بتحويل خمسة ملايين دولار إلى حسابها، كما سجل شقة الفورسيزونز باسمها وتولى تلك المهمة أحد المحامين، الذى كان على علاقة حميمة بهشام كما تردد داخل قاعة السادات من جانب المحامين فى الدعوى. وعلمت «المصرى اليوم» أنه فى يونيو 2007 سافرت سوزان تميم مع هشام طلعت مصطفى للزواج منها رسميًا لتهدئتها،لكن ظروف العمل دفعت هشام إلى أن يعود للقاهرة بعض الوقت، وطلب منها انتظاره فى جنيف بعد أن أطلعها على شفرة حساب خاص حتى يمكنها السحب منه، وغادر الرجل جنيف وهو لا يتخيل أنها المرة الأخيرة التى سيراها فيها، وما إن غادر هشام جنيف حتى استخدمت سوزان شفرة حسابه لتسحب أكثر من ثلاثين مليون دولار، وقد حدث ذلك فى يوليو 2007، وهو الشىء الذى دفع هشام إلى أن يطلب من السكرى نحرها مقابل مليونى دولار، خاصة أنها منحت جزءًا من هذه الأموال إلى رياض العزاوى الملاكم العراقى، الذى كان من حراس صدام حسين، ثم اختلف معه، وخشى على حياته، فهرب إلى لندن، وطلب حق اللجوء السياسى، وحصل على الجنسية البريطانية ثم تعرف على سوزان وأقاما معًا، وهو ما دفع هشام إلى مطالبتها بأن تعود إليه وتترك رياض.