أوبرا طنطا

زرت مدينة «كان» الفرنسية أكثر من مرة.. لا أعتقد أن فيها ما هو أسطورى، رغم شهرتها الأسطورية، وتقديرى أن نصف المنتجعات المصرية، سواء تلك الممتدة على البحر المتوسط أو تلك المتفرقة على البحر الأحمر، تفوق فى جمالها أرضاً وبحراً مدينة «كان» الفرنسية.
لكنّ الجمال ليس سرّ ذلك السحر الذى يحيط بمدينة «كان»، إنها الشهرة الفائقة والنابعة من مهرجان «كان» السينمائى الدولى. إن مهرجاناً سينمائياً ناجحاً نقل هذه المدينة المحدودة الخالية من الشهرة إلى واحدة من أشهر مدن العالم وأكثرها جاذبية.
إن بعض الأمور فى مصر تمضى عكس الاتجاه، حيث جرى تفريغ مدن عديدة من أسباب الجمال ومواطن القوة وركائز الشهرة.
إن النموذج الأوضح لما أقول يتمثل فى تراجع القوة الناعمة لمدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية وأشهر مدن الدلتا.
كانت طنطا تفخر فى السابق بمركزها الثقافى الرائع «مسرح وسينما البلدية»، وكان مسرح البلدية فى طنطا من منارات الفن والإبداع فى بلادنا.. فيه غنّت السيدة أم كلثوم وعلى خشبته وقف نجوم الفن المصرى واحداً وراء الآخر.
لكن كل ذلك قد انتهى وتحول مسرح البلدية إلى لا شىء.. مبنى مهمل وبائس.. ليس فيه إلا مقر محدود يتبع نقابة المهندسين.
التقيت المحافظ الدءوب اللواء عبدالحميد الشناوى.. وفوجئت به يتحدث عن حلمه بافتتاح «أوبرا طنطا».. ثم بدأ يعرض طموحاته فى استعادة «المكانة الطنطاوية» التى تراجعت فى الآونات الأخيرة.
قال لى اللواء عبدالحميد الشناوى، محافظ الغربية، إن هناك مشروعاً لإعادة افتتاح مسرح البلدية بما يليق بطنطا من أوبرا كاملة.. فى المبنى والمعنى، وهذا المشروع له أكثر من عشر سنوات.. وقد وضعت له الميزانية وكل التصورات.. لكن ذلك لم يتم، ذلك أن نقابة المهندسين تمارس بعض أنشطتها فى جزء من المبنى، لكننا الآن قد عزمنا الأمر تماماً.. ونحن نوفر لهم مكاناً حضارياً بديلاً، وسوف ننجز ذلك قريباً جداً.. لتجد أوبرا طنطا طريقها إلى النور.
سألت الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن أوبرا طنطا، فوجدت حماساً كبيراً لدى الدكتور أحمد مجاهد، الذى أكد لى أن رسوم المشروع كلها جاهزة.. وأن المشروع هو ترميم المبنى ترميما شاملاً وفقاً لشكله الأثرى القديم.
إذن، فقد وصلنا إلى أمل مشرف.. محافظ الغربية ووزارة الثقافة فى حماس شديد.. لم يبق إلا مكان بديل لنقابة المهندسين.. لنشهد عودة حلم رائع وساحر «أوبرا طنطا».