واشنطن تغلق سفارتها في أفريقيا الوسطى وتجلي رعاياها لتدهور الوضع الأمني

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، إن السفارة الأمريكية في بانجي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، قررت تعليق أعمالها اعتبارا من الجمعة، نتيجة للحالة الأمنية هناك، وأكدت أنها لم تعلق علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأصدر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، باتريك فينتريل، بيانا، الخميس، أوضح فيه أن «السفير لورانس وهليرس، وفريقه الدبلوماسي، غادروا (بانجي)، إضافة إلى المواطنين الأمريكيين المتواجدين هناك بشكل شخصي، وأنه نتيجة لتعليق الأعمال فإن السفارة لن تكون قادرة على توفير الخدمات القنصلية المعتادة للمواطنين الأمريكيين، في جمهورية أفريقيا الوسطى حتى إشعار آخر».
ونوه «فينتريل» بأن «السبب الوحيد لاتخاذ هذا القرار هو فقط المخاوف إزاء أمن موظفي السفارة، وليس له علاقة بالعلاقات الدبلوماسية المستمرة والطويلة الأمد مع جمهورية أفريقيا الوسطى».
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إلى أن «الولايات المتحدة تشجع جميع الأطراف في جمهورية أفريقيا الوسطى على المشاركة في الحوار الذي سيعقد برعاية المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، للتوصل إلى اتفاق شامل يقدم رؤية جديدة للسلام والأمن للبلاد».
كان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، ناشد فرنسا والولايات المتحدة، الخميس، للمساعدة في صد متمردي ائتلاف سيليكا الذي تعهد بالإطاحة به ما لم ينفذ اتفاقا للسلام سبق التوصل اليه تنفيذا كاملا، والذين يهددون حكومته والعاصمة، لكن باريس قالت إن قواتها هناك غير مستعدة إلا لحماية الرعايا الفرنسيين.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي حاول فيه زعماء دول المنطقة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأعلن المتمردون وقف تقدمهم نحو العاصمة «بانجي»، مؤقتا، لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات.
وتقدم المتمردون مستخدمين دراجات نارية، وشاحنات خفيفة، حتى مسافة 75 كيلومترا من «بانجي»، بعد قتال استمر أسابيع، مهددين بوضع حد لحكم الرئيس، فرانسوا بوزيزي، المستمر منذ 10 سنوات، والذي جاء إلى سدة الحكم في تمرد عام 2003، الذي أطاح بالرئيس آنجي فليكس باتاسي.
ويبرز تقدم المتمردين عدم الاستقرار في الجمهورية التي ظلت تعاني الفقر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، برغم ما تحويه من ركاز اليورانيوم، ومناجم الذهب والألماس، ولا يتجاوز متوسط دخل الفرد دولارين يوميا أو ما يزيد قليلا.