استضافت العاصمة البريطانية لندن هذا الأسبوع مؤتمرا فلكيا دعت إليه الجمعية الملكية لمناقشة احتمالية وجود كائنات حية على كواكب أخرى، على غرار ما تناولته العديد من أفلام الخيال العلمي، وأشهرها ET للمخرج الشهير «ستيفن سبيلبرج». وضم المؤتمر مسؤولين بمنظمة الأممالمتحدة وأعضاء بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية، ورواد فضاء مشهورين، وعلماء فيزياء لمناقشة هذا الموضوع، وبزغ في الاجتماع «فرانك دراكي» أول العلماء الذين بدأوا في مراقبة الكون بحثا عن أشكال أخرى من الحياة خارج الأرض. وأقيم المؤتمر هذا العام بالتزامن مع مرور نصف قرن على انطلاق البحث الذي بدأ في فرجينيا الغربية (الولاياتالمتحدة) بتوجية تليسكوب «راديوي» كبير تجاه نجم «تاو سيتس» وهو نجم في حجم الشمس ويبعد عن الأرض 12 سنة ضوئية، والاستماع إلى إشارات الراديو لإثبات وجود حضارات على كواكب أخرى. وبالطبع لم يرصد «دراكي» أية إشارة طوال نصف قرن، لكن المبادرة حصلت على الأقل على دعم أصدقائه، اللذين كانوا ينظرون إليه في البداية على أنه إنسان غير طبيعي، وباتوا يعتمدون عليه الآن كمرجع حقيقي. ونقلت صحيفة «الموند» الاسبانية عن «داركي» قوله "إنني على اقتناع بوجود حياة ذكية في كواكب أخرى، ولكني أعرف أننا سنستغرق وقتا كبيرا لإثبات ذلك"، في الوقت الذي أكد فيه مع رفاقه أنه "سيكون من الصعب العثور على حياة ذكية خارج كوكب الأرض خلال القرن القادم". ولم يرجع الخبراء التأخير في الكشف عن أشكال الحياة تلك إلى عدم كفاية أجهزة فعالة فحسب، ولكنهم اعتبروا انه إذا كان هناك كائنات حية خارج كوكب الأرض، فمن الصعب عليها العثور علينا نحن أيضا. وأوضحوا أن الأرض كانت تصدر ترددات كبيرة من الأشعة الكهربائية من قبل مع استخدام الرادارات ومحطات البث الإذاعية، أما الآن مع استخدام هذه الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الرقمية، فقد انخفضت هذه النسبة، مما اعتبروه انه يضعف من احتمالية حدوث اتصال. وبالرغم من ذلك، فقد ترك «داركي» باب الآمل مفتوحا، ليس فقط من خلال نفض الغبار عن معادلته الشهيرة إلى تشير إلى وجود 10 آلاف كوكب يتواجد عليها حياة ذكية في مجرتنا، ولكن من خلال اقتراحه بإنشاء قاعدة مراقبة على الجانب المظلم للقمر واستخدام الشمس كمكبر يتم التقاط من خلاله الإشارات الصوتية القادمة من مسافات لم يتوصل إليها العلماء حتى الآن.