وافقت الحكومة البريطانية الخميس على أن تدفع أكثر من مليوني جنيه استرليني (3.2 مليون دولار) لعائلة معارض بارز للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يقول إن بريطانيا شاركت في تسليمه لطرابلس، حيث تعرض للتعذيب. وكان سامي السعدي الذي حاول لسنوات تجنب ملاحقات عملاء القذافي خُطف مع زوجته وأطفاله الأربعة في هونج كونج عام 2004 ووضعوا على متن طائرة نقلتهم إلى ليبيا حيث سجنوا جميعا. وقالت الجمعية الخيرية البريطانية «ريبريف»، إن «السعدي» تعرض بعد ذلك للتعذيب طيلة سنوات في أعقاب العملية المشتركة التي ضمت بريطانيا والولايات المتحدة وليبيا. وأضافت الجمعية الخيرية أن دور بريطانيا في تسليم «السعدي» لم يتكشف إلا بعد الإطاحة بالقذافي من السلطة حينما عثرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» على مراسلة بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والاستخبارات الليبية في مكتب موسى كوسا رئيس الاستخبارات السابق في عهد القذافي. وقالت «ريبريف» إن بريطانيا وافقت الآن على أن تدفع ل«السعدي» وعائلته 2.2 مليون جنيه إسترليني. وحدث تسليم «السعدي» حينما تحسنت علاقات بريطانيا مع ليبيا في فترة تولي توني بلير رئاسة الوزراء. وكان «بلير» زار ليبيا عام 2004 وأعلن أن القذافي مستعد لمساعدة بريطانيا في مكافحة الإرهاب، فيما كانت القضية على درجة كبيرة من الخطورة حتى أن وزير الخارجية «وليام هيج» قال العام الماضي إن المكانة الدولية لبريطانيا تضررت من جراء هذه المزاعم. وقال «السعدي» إنه يجب إجراء تحقيق علني في قضيته هو وأمثاله الذين يقولون أنه جرى تسليمهم إلى ليبيا بمساعدة بريطانيا، مضيفا في بيان «حتى الآن لم تقدم الحكومة البريطانية قط إجابة لسؤال بسيط مفاده هل تورطتم في خطفي أنا وزوجتي وأطفالي؟».