مصدر عسكري: البعض شكك في نوايانا من اللقاء.. وتوقعات الفشل وراء التأجيل

أثار قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بتأجيل لقاء «لم الشمل»، الذى كان مقرراً عقده عصر الاربعاء ، دهشة المدعوين من رموز الحركة الوطنية وممثلى القوى السياسية والثورية ورجال الفكر والإعلام والمبدعين، خاصة أن بعضهم كان قد توجه فعلاً إلى مقر اللقاء بالقرية الأوليمبية للدفاع الجوى فى التجمع الخامس، قبل أن يبلغه نبأ إرجاء اللقاء إلى أجل غير مسمى، والذى أذاعه متحدث عسكرى بعد ظهر الاربعاء .
أبدى عدد من قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى عدم اقتناعهم بمبررات البيان العسكرى الذى أرجع تأجيل اللقاء، الذى دعا إليه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، إلى «ردود الأفعال التى لم تأت على المستوى المتوقع»، وقالوا إنهم أبلغوا الجهات المعنية بالقوات المسلحة باستجابتهم للدعوة، واختيار د. محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى ومنير فخرى عبدالنور لتمثيل جبهة الإنقاذ فى الدعوة، وألمح عدد من قيادات الجبهة إلى أن موافقتهم على حضور اللقاء ربما أربكت ممثلى جماعة الإخوان والتيار السلفى الذين رحبوا بالدعوة، متوقعين أن ترفضها جبهة الإنقاذ.
ونفى مصدر عسكرى كبير ما تردد عن أن رئاسة الجمهورية كانت وراء تأجيل اللقاء، ولا سيما أنها كانت لا ترحب بإتمامه وتحرص من خلال تصريحات متحدثها الرسمى على الإقلال من شأنه، وتصويره على أنه «لقاء ترفيهى اجتماعى»، وقال إن الرئيس مرسى كان ينوى حضور اللقاء، كما نفى ما تردد عن أنه كانت هناك ترتيبات لعقد اجتماع على هامش اللقاء بين ممثلى القوى الوطنية، وفى مقدمتهم قيادات جبهة الإنقاذ، والرئيس محمد مرسى لإيجاد مخرج للأزمة.
وقال المصدر العسكرى إن هناك قوى على الساحة - لم يسمها - من غير المعارضة الرئيسية أبدت تشككها فى نوايا القوات المسلحة من وراء عقد اللقاء، وانتقدت الدعوة، واعتبرتها نوعاً من التدخل من جانب الجيش فى الشأن السياسى، ولهذا اتجهت تقديرات الجهات المسؤولة بالقوات المسلحة إلى احتمالات عدم نجاح اللقاء وتحوله إلى مشكلة جديدة بدلاً من أن يكون طريقاً نحو الانفراج أو غطاءً لحلول سياسية أو مخرجاً من الأزمة، ومن ثم تقرر إرجاء اللقاء لتجنب فشله وتعريض المؤسسة العسكرية للحرج.
ودعا المصدر كل القوى - دون استثناء - إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية فى هذه المرحلة بالغة الدقة والخطورة التى تمر بها البلاد.