لعنة «الفراعنة» تطارد «المعلم» في رحلة البحث عن إنجاز جديد

يواصل المدير الفني المخضرم حسن شحاتة، بحثه عن إنجاز جديد مع الساحرة المستديرة، منذ رحيله في يونيو من العام الماضي عن تدريب منتخب بلاده الأول، الذي حقق معه إعجازه التاريخي بالفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية أعوام 2006، 2008 و 2010، و أيضا ذهبية دورة الألعاب العربية 2007.
وبعد سبع سنوات كاملة قضاها في تدريب الفراعنة، دخل بهم ومعهم التاريخ الكروي الأفريقى والعالمي بإنجازاته تلك وإخفاقاته أيضًا، حيث فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، ثم عدم التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012، حاول «المعلم» أن يكرر تجربته مع ناديه وبيته الأول الزمالك، ولم ينجح، والأن يعاني مع فريق العربي القطري، الذي تولى مسؤولية إدارته الفنية في أكتوبر الماضي.
ويبدو أن لعنة إنجازات منتخب الفراعنة، لا تزال تطارد «شحاته» أينما ذهب، بعدما قاد منتخب مصر الأول في 96 مباراة، بين ودي ورسمي، حقق خلالها الفوز 59 مرة، وتعادل في 19 مباراة وخسر 18، وسجل المنتخب في عهده 190 هدفًا، بمعدل يقترب من هدفين في كل مباراة، بينما سكنت شباكه 81 هدفًا، أي أقل من هدف واحد كل مباراة.
ورغم المسيرة الناجحة له مع الفراعنة، إلا أن الختام كان غريبًا بعض الشئ، عندما أخفق فى تجاوز فرق المجموعة السابعة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012، وحان وقت الرحيل لصاحب الثلاثية التاريخية، لتطارده لعنة الفراعنة منذ ذلك الحين بكل قوة، فعندما تولى مهمة الإدارة الفنية لفريق ناديه الزمالك، في يوليو 2011، عقب شهر واحد من تركه تدريب المنتخب المصري، كانت كل الآمال معلقة عليه لإعادة بطولات القلعة البيضاء التي غابت منذ سنوات طويلة، حيث كانت آخر بطولات الزمالك كأس مصر 2007/2008، واستهل مشواره بخوض غمار بطولة كأس مصر «2010/2011»، وتخطى عدة عقبات صعبة حتى وصل إلى المباراة النهائية أمام فريق إنبي، ليخسر الكأس في مباراة درامية، ويفشل المعلم في تحقيق أول بطولة له مع الزمالك.
وبدأ «شحاتة» مشوار بطولة الدوري المصري الممتاز في الموسم 2011/2012، والذي ألغى بعد مجزرة بورسعيد، وكان الزمالك معه يحتل المركز الثالث بفارق 5 نقاط عن حرس الحدود المتصدر و 4 نقاط عن غريمه التقليدي الأهلي في مركز الوصيف، حيث خاض 14 مباراة ، فاز في عشر منها وتعادل في اثنتين وخسر مثلهما.
وبعد إلغاء مسابقة الدوري آنذاك، وتوقف النشاط طويلًا، عاد المعلم للظهور مجددًا، وللمرة الأخيرة، مع نادى الزمالك في بطولة رابطة الأبطال الأفريقية الأخيرة، والتي توج فيها الأهلي بطلًا، ورغم البداية المميزة للفريق معه، إلا أن النهاية أيضًا جاءت مخيبة للآمال، فبدأ بالمرور من دور ال64 على حساب يانج أفريكانز التنزاني، بالتعادل معه في ملعبه، ثم الفوز بالقاهرة، وفاز على أفريكا سبورت الإيفواري، في دور ال 32 في القاهرة، وخسر هناك ليصعد بمجموع المباراتين، ثم كان الفوز ذهابًا وإيابًا على حساب المغرب الفاسي، في دور ال 16، ليتأهل إلى دوري المجموعات لأول مرة منذ عام 2008، وتفاءل الجميع خيرًا بإمكانية استمرار الفريق في البطولة مع حسن شحاتة، إلا أن أنه خسر أمام تشيلسي الغاني «2/3» ثم «0/1» أمام الأهلي، ليعلن شحاته رحيله رسميًا عن تدريب الفريق، ويتركه متذيلًا المجموعة الثانية، وهو المركز الذي أنهى الزمالك فيه مبارياته بعدما حقق نقطتين فقط.
وخلال تلك الفترة ما بين توليه المسئولية ورحيله ، قاد المعلم فريق نادي الزمالك في 26 مباراة، حقق الفوز في 17 منها، وتعادل في 3 مباريات وخسر 6، وهز شباك المنافسين 47 مرة، واستقبل مرماه 24 هدفًا .
وانتظر حسن شحاتة لمدة شهرين، قبل أن يقرر وجهته التدريبية الجديدة، وكانت في قطر، وتحديدًا نادي العربي الذي كان ولا يزال يمر بأزمة كبيرة، وتولى منصب المدير الفني في أكتوبر الماضي، وبدأ على الفور خوض مغامرته المحفوفة بالمخاطر لإنقاذ الفريق، إلا أن البداية لم تكن مبشرة، حيث خسر مواجهته الأولى أمام فريق قطر بهدفين مقابل لا شئ، ثم توالت النتائج المحبطة، فلم يحصد حتى الأن إلا نقطتين فقط من إجمالى 18 في بطولة دوري نجوم قطر، ولم يسجل أى فوز مع الفريق سوى مرتين في بطولة كأس نجوم قطر، وهى البطولة الأقل أهمية هناك، ساهمتا في تصدره المجموعة الأولى، لكن وضع الفريق بات سيئًا للغاية بتذيله جدول ترتيب بطولة الدوري، محتلًا المركز الثاني عشر برصيد 4 نقاط فقط، ومن المعروف أن الدوري القطرى يضم 12 فريقًا يهبط صاحب المركز الأخير في نهاية الموسم.
وكان «شحاتة» قد أدار إجمالًا 8 مباريات لفريق نادي العربي، حقق الفوز مرتين في بطولة الكأس، وتعادل في مثلهما وخسر 4 مباريات كلها بالدوري القطري.
سجل الفريق معه 9 أهداف فقط مقابل 15 منى بها مرماه، وكانت 9 أهداف قد هزت شباك فريقه في آخر 3 مباريات خسرها على التوالي مقابل تسجيله لهدفين فقط، وتتبقى له مواجهتين قبل نهاية الدور الأول في الدوري القطري، ويحتاج «شحاتة» لكثير من التوفيق، الذي يصر على الابتعاد عنه منذ رحيله عن تدريب الفراعنة، وكأنها لعنتهم التي تطارده فى كل مكان .