«الداخلية» تودع شهداء العريش في جنازة عسكرية

شيع الآلاف فى محافظات بورسعيد وكفر الشيخ والمنوفية، جثامين شهداء الشرطة ال3، الذين اغتالتهم رصاصات الغدر، أثناء تأدية عملهم، فى محافظة شمال سيناء، فيما قدم اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، تعازيه لأسرهم مشدداً على التزام الوزارة برعاية أسر الضحايا، وجدد عهد الشرطة بمواصلة رسالتها لإعادة الأمن كاملاً والحفاظ على استقرار البلاد.
فى قرية منية مسير، بمركز كفر الشيخ،ودع الآلاف، فى مشهد مهيب، جثمان الشرطى الشهيد وليد إبراهيم رزق، 29سنة، فى جنازة عسكرية تقدمها اللواءات صلاح عكاشة، مدير الأمن، وأسامة متولى، نائب المدير، وأمجد عبدالفتاح، مدير البحث الجنائى، وأدى أهالى القرية صلاة الجنازة، ثم عزفت الموسيقى العسكرية، وأطلق أفراد الشرطة الطلقات النارية، احتفاءً بالشهيد ثم جرت مراسم الدفن.
وقال إبراهيم رزق، والد الشهيد: «ابنى وليد كان من أطيب أهل القرية، لم يغضبنى يوماً، ولم يعصنى، آخر مرة رأيته، كانت فى عيد الأضحى، وقبل وفاته بساعة اتصل بى ليطمئن على والأسرة، وأهل القرية، وطلب منى الدعاء له، وشعرت أن أمراً سيحدث له، فدعوت له، وبعد ساعات سمعت خبر استشهاده».
أضاف: «وليد لم يكمل تعليمه، وحصل على الشهادة الإعدادية، والتحق بجهاز الشرطة، منذ 10 أشهر فقط، وكان يساعدنى فى نفقات المعيشة، لأنه أكبر أبنائى، ولدىّ ولدان، سيد ومحمد، وبنتان إحداهما متزوجة».
وقال حسن رزق، عم الشهيد: «نحتسبه عند الله شهيداً، ونطالب الرئيس محمد مرسى، بتوظيف شقيقيه محمد وسيد، أو أحدهما»، فيما طالب أهالى القرية بإطلاق اسمه على إحدى مؤسسات الدولة الحكومية تكريما له.
وفى بور سعيد، شيعت جنازة المجند الشهيد السيد محمد عبدالعال، وووصفه أهالى منطقة الكويت، فى حى المناخ، بأنه كان مثالاً للشهامة والشجاعة.
وقالت والدته سميرة إبراهيم حسنين: «اتصل بى زميله وأخبرنى أنه أصيب بجروح بسيطة، فانخلع قلبى عليه، وبعد لحظات فوجئت بصراخ جيرانى، لأن صديق محمد أبلغهم بوفاته، وقد كان ابنا باراً، وقبل الحادث ب5 ساعات اتصل بى، وقال لى خلى بالك من بابا وكريم أخويا، وقلت له: «وحشتنى يا سيد»، فرد: «أنا لسة جاى من إجازة العيد لسة بدرى يا ماما». وأضافت الأم الثكلى: «فى آخر إجازة قال لى»: «أنا قلبى مقبوض»، فقلت له: «هانت باقى لك 3 شهور وتنتهى خدمتك»، وكان يعمل فى إجازاته فى محل فراشة، ليساعد والده المريض فى نفقات المنزل».
وقال محمد أحمد على، ابن خاله: «كان شجاعاً، فلم يكن يوم وفاته، مكلفاً بالوردية، لكنه تطوع بدلاً من زميله المريض، وأصر على ذلك، وفى آخر زيارة قبل ابن شقيقته الرضيع عدة مرات، وقال: «يمكن ماشوفكش تانى»، و«كأنه كان يشعر بقرب أجله».
وطالب والده الوزير بالقبض على قتلة ابنه لينالوا القصاص العاجل، مشيراً إلى أن ابنه الشهيد كان متكفلاً بعلاجه، أما شقيقه الأصغر «كريم» فقال: «تحدث معى، السبت، وطلب منى الاجتهاد فى المذاكرة ووعدنى بمكافأة إذا ما تفوقت فى دراستى هذا العام».
وكان 3 من قوات الشرطة استشهدوا، وأصيب 12 آخرون، السبت، فى مواجهات مع الخارجين على القانون، أطلقوا وابلاً من الرصاص على قوة أمنية، تابعة لشرطة النجدة بالعريش، بمديرية أمن شمال.
وفى المنوفية، خيمت حالة من الحزن على عزبة العلمية التابعة لقرية «طوخ دلكا» بمركز تلا، وتحولت شوارعها إلى سرادق عزاء كبير لمواساة أهالى وأسر الشهيد عصام عبدالحميد عبدالمقصود. وصل الجثمان إلى مسجد المدينة المنورة بالقرية فى السادسة صباح الاحد، وأدى الأهالى صلاة الجنازة عليه، وتم نقله إلى مقابر العائلة بالقرية وسط غياب تام للقيادات الأمنية وقيادات المحافظة.