استخدام الهدايا فى التسويق طريقة معروفة. شركات كثيرة فى مختلف أنحاء العالم تغرى زبائنها المستهدفين بهدايا عينية. ثمن الهدية من تكاليف حملات التسويق. الإعلان عن تقديم هذه الهدايا له تكلفته، وهو يضاف كذلك إلى ميزانية التسويق. أياً ما كان رقم تكاليف التسويق لابد أن يكون هدفه زيادة المبيعات. من بين الأهداف أيضاً تحسين صورة الشركة بين المستهدفين. شركات المواد المنظفة فى مصر تتنافس فى استخدام هذا الأسلوب فى التسويق. تتنافس فى الإعلان عن أنها تقدم هدايا للجمهور. لا ضير أن نشير إلى شركات مثل برسيل، بريل، إيريال، فيرى... إلخ. هذه تقدم رحلات حج. ثانية تقدم ثلاجات وغسالات. ثالثة تقدم أموالاً نقدية. تقدم شركات الأغذية والمشروبات هدايا بدورها. من بين أهداف الجميع أن يحدث ارتباط بين اسم المنتج والمشترى. فى أغلب الأحوال تستهدف الشركات الأحياء الفقيرة. تقصد الأعداد الغفيرة من المشترين. تريد أن تبدو شركة لديها الرغبة فى خدمة المجتمع. مثل هذه الطرق التسويقية لا يمكن أن تعطى الحق لإحدى تلك الشركات فى أن تحكم مصر. لن يتجرأ رئيس مجلس إدارة شركة مسحوق غسيل أن يترشح عضواً فى مجلس الشعب لأن شركته تجعل السيدات يطلقن الزغاريد فى إعلانات التليفزيون. لن يتجاسر مسؤول التسويق فى شركة مشروبات أن يترشح محافظاً - حين يكون المنصب بالانتخاب - لأنه يتحكم فى ميزانية الهدايا. لن يتقدم صاحب شركة منظفات أطباق لرئاسة المجلس المحلى فى قرية لأنه قدم ثلاجات لبعض السيدات المحتاجات. إهداء السياسيين للناخبين بعض ما يحتاجون هو استخدام لأساليب شركات المنظفات والمشروبات. قرأت كثيرا وسمعت كثيرا عن هدايا الزيت والسكر التى تقدمها الأحزاب الدينية للمواطنين الفقراء. استغلال سيئ لحاجة وعوز الناس. إساءة للدين الذى يتحدثون به وعنه. تسويق المرشحين بطريقة تسويق علبة المنظف أو كيس السائل أو علبة المشروب. فى الأغلب هناك ميزانية لدى هذا الحزب أو ذاك لا يتحمل المرشح غالبية المدفوع فيها. الأحزاب بهذه الطريقة تحتقر مرشحيها قبل أن تستغل الناخبين وترشوهم. من المخزى أن كثيرين من هؤلاء هم الذين يقولون إنهم يريدون حكم الشريعة. واجب المرشح المخلص لله وللبلد أن يجعل المواطن قادراً على مواجهة مثل هذا الاستغلال. الفشل الحكومى المستمر فى مواجهة الفقر هدفه أن يظل الناخب يحتاج للزيت والسكر. أن يسعد حين يأتيه المرشح بكيس الإعانة كل عدة سنوات. تماما كما تطير من الفرح أى سيدة مسكينة جمعت أكياس المنظفات لكى تحصل على غسالة. ليس غريبا على الإطلاق ألا تجتهد هذه التيارات فى إيجاد حلول للمشكلات. يعتقدون أن الحكم لا يحتاج سوى هذا الثمن البخس.. كيلو سكر وزجاجة زيت. إذا كانت هذه هى الوسيلة يكون الأصلح للحكم فى مصر هو من يقدم خدمات مثيلة أكثر للناس. الجمعيات الخيرية من حقها أن تقول إنها تمتلك شرعية الحكم. تقدم الإعانات وتقيم حفلات الزواج الجماعى وتساعد المعاقين وتعالج المرضى. تستخدم أموال التبرعات من أجل عمل اجتماعى مفيد. جمعية الأورمان وبنك الطعام وجمعية رسالة وجمعية مصر الخير من الأفضل أن تتحول إلى أحزاب. أو تكون لها أحزاب موازية. تقدم للمواطنين المعونات باليمين وتحكمهم بأحزابها. هذا أفضل من أحزاب لا هى يمكنها أن تستمر فى تقديم الإعانات والمعونات.. ولا هى يمكنها أن تسيطر على حكم البلد بطريقة ديمقراطية مفيدة لكل الناس! [email protected]