احتفلت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبى بمرور 20 عاماً على توقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، فى مقر السفارة السويدية بالقاهرة. كان على رأس قائمة المدعوين وزيرة الأسرة والسكان مشيرة خطاب، التى لم تتمكن من حضور الاحتفالية، فيما حضر رئيس المفوضية الأوروبية بالقاهرة السفير مارك فرانكو وعدد من ممثلى السفارات الأوروبية ومنظمات المجتمع المدنى. فى بداية الفعالية أكدت السفيرة السويدية مالين كار أن للأطفال فى كل مجتمع حقوقاً لكنها لن تتحقق طالما كان الآباء يتحملون المسؤولية كاملة عن كل ما يتعلق بالطفل، مشيرة إلى أهمية مشاركة الأطفال ومحاولة رؤية العالم من منظور الأطفال أنفسهم وإشراكهم فى جميع القرارات خاصة تلك التى تتعلق بهم وبمستقبلهم. وأعلنت كار فى تقديمها أن الوزيرة المصرية مشيرة خطاب ستتأخر قليلاً لأنها قادمة من المطار إلى الاحتفالية، التى قررت الانتهاء منها مبكراً لأن الأطفال والشباب المشاركين فيها يرغبون فى مشاهدة مباراة مصر والجزائر. من جانبه، قال السفير مارك فرانكو إن تبنى اتفاقية حقوق الطفل كان بمثابة حجر الزاوية لتأسيس بيئة مناسبة لنمو وتطور قدرات الأطفال وإمكاناتهم والسماح لهم بإخراج طاقاتهم الكامنة بالإضافة إلى حمايتهم من الإهمال وإساءة المعاملة. وانطلاقاً من ذلك بدأ الاتحاد الأوروبى بالفعل إيلاء اهتمام كبير لتنمية الأطفال ورعايتهم والاهتمام بهم وتبنى استراتيجية موحدة لحقوق الأطفال، هذا فيما يتعلق بداخل الاتحاد الأوروبى. وأشار أيضاً إلى أن حماية الأطفال بند مهم على أجندة السياسة الخارجية للاتحاد وبرامج المنح التى ترصد مبالغ كبيرة لتنمية الأطفال ورعايتهم وحماية حقوقهم. أشاد فرانكو بالقانون المصرى الذى تم إقراره، وبتجربة التعاون بين الاتحاد الأوروبى والمجلس القومى لحقوق الإنسان، لكنه شدد على استمرار وجود عدد من التحديات على رأسها عمالة الأطفال والتمييز بين الأطفال وضدهم وأطفال الشوارع. هذا بخلاف التحدى الكبير الذى يتعلق بإشراك الأطفال، الذين أكد أن لهم الحق مثل الجميع فى المشاركة فى صنع القرارات المتعلقة بحياتهم. أما ممثلة اليونيسيف فى مصر الدكتورة إرما ماننكور فقد اعتبرت أن الاتفاقية الدولية «ألهمت الحكومات والمجتمع المدنى» من أجل تسريع وإعادة النظر فى القرارات المتعلقة بحماية الأطفال وضمان حقوقهم التى يأتى على رأسها عدم التمييز على أساس النوع الاجتماعى والحق فى الحياة وعدم استغلال الأطفال. وأشادت بإنجازات مصر التى حققتها فى هذا المجال خاصة فيما يتعلق بتراجع وفيات الأطفال التى أوشكت مصر على تحقيق المعدل المطلوب فيها للوصول إلى أهداف الألفية فيما يتعلق بهذه النقطة. لكنها انتقدت نظام التعليم الذى يتسرب منه كثير من الأطفال وحتى بعض من يلتحقون بالتعليم لا يذهبون إلى المدرسة أو لا يتلقون التعليم المناسب وطالبت المجتمع المدنى بمساعدة الحكومة لتكوين رؤية أعمق فيما يتعلق بمطالب وآمال الأطفال، مؤكدة أن ما تحقق ليس هو الأصعب لكن ما يجب إنجازه هو الأهم والأكثر صعوبة. واعتبرت ماننكور أن التحدى الأكبر هو أن كثيرين يعتبرون الأطفال ملكية للكبار وأن مفهوم مشاركة الأطفال لايزال محل تساؤل ونقاش. حضر الاحتفالية الفنانان محمود قابيل وخالد أبوالنجا باعتبارهما سفيرين للنوايا الحسنة، وتغيبت السفيرة مشيرة خطاب التى كان من المفترض أن تصل من المطار إلى السفارة وحضر قابيل قبل الكثيرين، استعداداً للرحيل للحاق بالمباراة ومشاهدتها. بعدها ظهر أبوالنجا وسط أطفال وشباب اليونيسيف ليتناقش معهم متسائلاً عن خططهم المستقبلية وعن تفاصيل عملهم. وحين تحدثت معه إحدى الفتيات عن أهمية العمل التطوعى الذى يسعدها كثيراً سألها عن السبب ولماذا تبذل جهداً دون أجر، وكانت الإجابة هى أنها تسعد بذلك وتنمى قدراتها وتبنى شخصيتها. وجاء الاقتناع المبهر بالعمل التطوعى الذى عبر عنه هؤلاء الشباب مبهراً للغاية ومبشراً بجيل جديد أفضل، يشعر بالحماسة للمساعدة ولاكتساب خبرات جديدة ومعلومات جديدة ويشعر بالتحقق لأنه يتمكن من تقديم العون للمجتمع، ثم بدأ يتساءل حول قش الأرز وحرقه وعن منطقة اسطبل عنتر ومكانها، وحين أبلغه الشباب بأنها منطقة عشوائية كل من فيها تحت خط الفقر، نظر إلى صورة المنطقة المعروضة أمامه وقال إنهم «تحت خط الأرض» وليس خط الفقر فقط.
