كانت بداية معرفتى بأفكار الإخوان المسلمين من خلال قراءتى لكتابى سيد قطب المذكورين.. كان أسلوبه يحرك المشاعر الدينية، ويوحى بضرورة الاتباع وإلا كان الإنسان مقصراً بعيداً عن منهج الله.. لم أكن وقتها فى سن أو ذا خبرة حتى أستطيع أن أحكم بعمق على صحة ما أقرأ!! أشد ما أثارنى فى كتاباته وأفكاره هو تكفير المجتمعات.. وأن الحاكمية لله.. ولا حاكمية إلا لله.. وأنه لابد من إعادة وجود الأمة الإسلامية حيث انقطع وجودها منذ قرون عديدة!! والعالم يعيش الآن فى جاهلية.. ولابد من تغيير واقع المجتمع بمجتمع يقر عقيدة لا إله إلا الله وأن الحاكمية ليست إلا لله، ثم تبدأ مرحلة تقرير النظم وسن التشريعات!! وكان هذا يعنى الإطاحة بالنظم الحاكمة الحالية، وبث مجتمع جديد!.. وجدتها دعوة مغلفة للعنف.. وبرغم ذلك لا ننكر -سواء خالفنا الرجل أم وافقناه فىِ بعض ما يقول- أنه كان أديباً ومنظراً إسلامياً مميزاً وكاتباً رائعاً ذا فكر عميق.. لم يجادل سيد قطب مفكرون فى قامته.. حاكمه وحكم عليه مجموعة من شباب الضباط لا يستطيعون أن يعملوا الفكر ويديروا الأمور مثله.. لم يجادله أحد فى فكرة تكفير وجاهلية المجتمع.. بمعنى جاهلية العقيدة بمعنى الشرك والكفر بالله لعدم قبولها بحاكمية الله سبحانه وتعالى.. وتم إعدام الرجل فى 9 أغسطس 1966!! حاتم فودة