8 أبناء وزوجتان حولهم الإهمال فى السكة الحديد إلى يتامى وأرملتين، ظهرت مفاجآت فى حادث مصرع والديهم إثر سقوطهما مع ثالث - بترت ساقيه- من قطار الزقازيق أمام ورش «أبوغاطس»، أكد الأهالى المكلومين أن شرطة السكة الحديد حاولت إخفاء السبب الحقيقى للحادث للهرب من المسؤولية، أثبتوا فى المحضر أن الضحايا كانوا «مسطحين» فوق القطار، لكنهم علموا أن أحدهم عريف شرطة فى مديرية أمن حلوان والثانى مفتش مالى وإدارى فى وزارة الثقافة، أما الأخير فهو موظف فى جهة مهمة، فقام المأمور بتغيير المحضر وإثبات أن السبب سقوط الضحايا من الأبواب نتيجة تكدس الركاب. تبين أن الضحية الأولى لديه 6 أولاد، كان يعمل فى فترة الراحة لتدبير نفقاتهم لأن دخله البسيط لا يتجاوز 400 جنيه، أما الثانى فلديه طفلان، وقد واصلت نيابة الشرابية تحقيقاتها برئاسه شريف أسامة البدوى بسماع أقوال 5 كمسارية، قالوا إن القطار مكون من 10 عربات وكل واحد منهم مسؤول عن عربتين، تحرك من القاهرة فى الرابعة و45 دقيقة وقبل خروجه من المحطة تأكدوا من إغلاق أبوابه، ولم يتلقوا استغاثة من الركاب تفيد بسقوط الضحايا من الأبواب، وأضافوا فى التحقيقات التى باشرها سامر ذوالفقار أنه فى حالة سقوط أحد الركاب أثناء الرحلة، يقوم على الفور السائق بالإبلاغ، وأشاروا إلى أنه من المحتمل أن يكون الضحايا كانوا خارج القطار وطلبت النيابة بإشراف المستشار عمرو قنديل، المحامى العام الأول لنيابات شمال القاهرة تحريات المباحث حول الواقعة. «المصرى اليوم» نقلت أحزان أسرتى الضحيتين من منزليهما فى قريتى «الشيخة فاطمة» فى القليوبية و«طوخ طنبشيا» بالمنوفية، الأهالى ليس لهم حكاية سوى المأساة التى حلت على الأسرتين، قابلتنا والدة الضحية الأولى السيد عيسى السيد «41 سنة»، موظف وزارة الثقافة، تحتضن حفيديها محمد «6سنوات» وروان «4سنوات»، دخلت فى نوبة بكاء، دموعها أغرقت وجهها، وقالت «دول اللى فضلوا من ريحه الغالى» مسحت دموعها مرددة «راح وراحت معه كل حاجة حلوه»، لا كلام يرجعه ولابكاء يعيده، لكن حرقة قلبى عليه لم تنطفئ. أضافت كان معتاد الاطمئنان علىَّ قبل ذهابه للعمل وعقب عودته، وعلمت بالحادث فى اليوم الثانى حينما حضرت ابنتى المقيمة فى البحيرة فى منتصف الليل وظهرت عليها حالة من الحزن الشديد، بررت حضورها فى هذا التوقيت أن أشقاءها أبلغوها أن شقيقها أصيب بكسر فى الساق، لكن وجهها الحزين جعلنى أشعر أن الموضوع أكبر من الكسر، وصرخت فى وجههم مرددة «ابنى مات»، فانفجر كل الحاضرين فى البكاء، بعدها سقطت على الأرض وانتظرت حضور جثمانه لتوديعه الوداع الأخير. وقال شقيقه شحته: هذا قضاء الله وقدره وأكثر شىء أحزننى أنهم تركوه يومًا كاملاً ملقيًا فى ثلاجة المشرحة بسبب الروتين، علمت بخبر الحادث فى الساعة السابعة مساء باتصال تليفونى من هاتف شقيقى وفوجئت بشخص يبلغنى أنه من إسعاف القاهرة وشقيقى تم نقله مستشفى الدمرداش بعد بتر ساقيه نتيجة حادث قطار، ذهبت على الفور إلى المستشفى وقلبى مقبوض، فقابلنى المسعف ومعه البطاقة الشخصية وهاتفه المحمول، ودخلت بسرعه للاطمئنان عليه فوجدت الشخص المصاب ليس شقيقى، سألتهم عن كيفية العثور على متعلقاته الشخصية فأخبرونى أنها كانت على القضبان، ونصحونى بالتوجه إلى محطة مصر لمعرفه مكان شقيقى، وبالفعل ذهبت وتقابلت مع أحد المسؤولين وطلبوا منى الذهاب إلى مشرحة زينهم لنقلهم جثتين، فتوجهت وتعرفت عليه. المسؤولون بالمشرحة طلبوا منى التوجه مرة ثانية إلى السكة الحديد وتحرير محضر وأثناء تحرير المحضر فوجئت بالضابط الموجود يجرى اتصالات تليفونية ويسأل هل يتم تحرير المحضر وإثبات أن الضحايا كانوا فوق القطار، وعندما علم أن الضحايا مستواهم الوظيفى لايسمح لهم بذلك كتب المحضر بسقوطهم من القطار وتوجهت إلى النيابة وبعد ساعتين وجدت النيابة تخبرنى أن محضر الشرطة مبنى على الاحتمالات وأنهم فى التحقيقات لا يسيرون على الاحتمالات ولابد من التأكد من الواقعة بالمعاينة ومناظرة الجثث، وانتقلت النيابة للمعاينة وحصلت على تقريرها فى السادسة صباحا من اليوم التالى، وتوجهت به إلى المشرحة التى طلبت اعتماده بخاتم من السكة الحديد وتمكنت من إنهاء الإجراءات فى الواحدة ظهرًا. أضاف أن الضحية ترك طفليه محمد وروان يسألان عنه، وحينما وجدا والدتهما تبكى حاولا معرفة السبب لكنهما لم يتمكنا، وأبلغناهما أن والدهما مسافر لكنهما غير مصدقين. ومن داخل منزل الضحية الثانى السيد قنديل «عريف شرطة فى مديرية أمن حلوان»، الحزن عنوان أفراد أسرته، وزوجته تشعر بعدم الأمان وخوفها من المستقبل، بعد أن ترك لها 6 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة وعدم امتلاكها سوى الملابس التى ترتديها، بكت بشدة وخوف، وقالت ليلى سليمان : تزوجنا منذ 26 سنه وأنجبنا 6 أولاد أكبرهم «24سنة» متزوجة وأصغرهم طفلة عمرها عامان، كان راتبه لايتجاوز 400 جنيه، وظروفنا المادية صعبة، كان يعمل فى فترة راحته، لتدبير مصروفات الأولاد، خرج يوم الحادث فى السادسة صباحًا وفى السادسة مساء فوجئت بالجيران يسألون عنه رغم معرفتهم الخبر، أصابتنى حالة من القلق وعلمت فى العاشرة مساء خبر وفاته، دخلت فى نوبة صراخ واحتضنت أولادى، أنا لا أعترض على قضاء ربنا لكن من كان يراه كان لايتوقع وفاته، أولاده كانوا كل شىء فى حياته، كنت أتمنى أن يكون وسط أولاده حتى لو كان فاقدًا لساقيه، لم يفكرفى الشكوى إلى أحد حتى إذا مر بظروف مالية قاسية، دائما كان يردد مقولة «الشكوى لغير الله مذلة»، وتعلمت منه ذلك، 26 سنة عشتها معه بين جدران هذا البيت البسيط كنت أمر بظروف صعبة ولم أفكر خلال هذه الفترة فى اللجوء إلى أحد إلا الله، منهم لله من كانوا السبب « دمروا أسرة كاملة وحرموا أطفالاً من والدهم، أنا وأولادى لانشكى إلا لربنا»، وأبدت استياءها من رؤسائه فى العمل، لأنه رغم خدمته أكثر من «15 سنة» فى الشرطة، إلا أنهم لم يهتموا بوفاته لأنه موظف صغير.