كانت القاهرة فى العصر الذهبى للسينما المصرية من 1933 إلى 1963 تسمى هوليوود الشرق، وعندما بدأت الكتابة عن السينما عام 1965 كان هذا التعبير لايزال سائداً، ولكنى اشتركت فى مقاومته مع نقاد جيل الستينيات، لأن هوليوود لا تسمى قاهرة الغرب فلماذا تسمى القاهرة هوليوود الشرق.. الهند بلد كبير وعظيم فى كل شىء بما فى ذلك السينما، حيث يتم إنتاج أكبر عدد من الأفلام فى دولة واحدة فى العالم كل سنة (ما يقرب من ألف فيلم)، ولكنها سينما محلية لم تخرج إلى العالم إلا عبر أفلام عدد محدود من المخرجين لا يتجاوز عدد أصابع اليدين أهمهم الراحل ساتيا جيت راى، وعبر التاريخ فإن اشتراك أفلام مصرية فى مسابقات كان وفينسيا وبرلين أكثر من ضعف مشاركات الأفلام الهندية.. وفى محاولة للخروج إلى العالم أطلقت الهند منذ نحو عشر سنوات حملة دعائية كبرى خصصت لها ملايين الدولارات باسم «بوليوود» على وزن هوليوود، ورحبت صحف صناعة السينما الدولية مثل «فارايتى» و«هوليوود ريبورتر» و«سكرين انترناشيونال» وغيرها بالحملات الإعلانية بالطبع، وروجت تعبير بوليوود، بل وحاولت ترويج مورود مع المغرب عندما وضعت سياسة ناجحة لتصوير الأفلام الأجنبية على أرضها، بل وحاولت أن تروج لتعبير أبوظبى وود، ولكن عقلاء الإمارات أوقفوا المحاولة حتى لا تصبح مثاراً للسخرية. ولكن، ومنذ بدء حملة بوليوود، لم يعرض ولا فيلم هندى واحد فى مسابقة أى من المهرجانات الكبرى الثلاثة، وحتى الاسم الوحيد الذى برز بعد ساتيا جيت راى، وهى المخرجة ميرا ناير، أصبحت تعمل فى هوليوود، أما فيلم «المليونير العشوائى» الذى فاز بالأوسكار فهو فيلم بريطانى خالص صور فى الهند.. وطوال تاريخها كانت السينما الهندية تنافس السينما المصرية فى السوق المصرية والأسواق العربية من الناحية التجارية، وليس من الناحية الفنية، وبينما حوصرت الأفلام الهندية فى مصر عن طريق منع استيراد أكثر من 5 أفلام فى السنة، أضعفت الأفلام الهندية وجود الأفلام المصرية فى أسواق عربية، خاصة أسواق الخليج، حيث تقيم جاليات هندية كبيرة. الآن تنشط خطة بوليود فى المهرجانات من مراكش إلى أبوظبى، وتصل إلى مهرجان القاهرة الذى يفتتح اليوم بفيلم هندى ويرأس لجنة تحكيمه سينمائى هندى وضيف الشرف السينما الهندية. [email protected]