أكدت الإعلامية نشوة الروينى أن القنوات والصحف الخاصة غيّرت خريطة الإعلام فى مصر التى توجد فيها مواهب وكوادر تحتاج فقط إلى الفرص المناسبة. وقالت فى حوارها مع «المصرى اليوم»: لم أترك بلدى حتى أعود إليه، والروتين تسبب فى هروب منتجين ومخرجين كبار من تصوير أفلامهم فى مصر، وقدمت دراسات لتحويل مدينة الإنتاج الإعلامى إلى «هوليوود الشرق» لكن لم يتم تفعيلها. وطالبت بضرورة وجود هيئة حكومية مختصة بالسينما، واقترحت تأسيس صندوق لدعم الأفلام «لأن صناعة السينما فى مصر لن تنهض إلا بابتعادنا عن الاحتكار والشللية ووفرنا دور العرض المناسبة». ■ لماذا تحولت إلى إنتاج البرامج بما فيها برنامج «نشوة» على قناة دبى؟ - لم أعتبر يوماً الظهور على الشاشة مهنة أتعايش منها، وفى بداية عملى فى قناة mbc كنت مقدمة برامج، وبعد أقل من عام توليت قسم التطوير، وبعدها أصبحت جزءا من اللجنة التى تقرر الخطة البرامجية بقنوات mbc، بعدها توليت إدارة مكتب mbc فى القاهرة وشمال أفريقيا، وكان حجم إنتاج البرامج فى استوديوهات القاهرة يمثل 85% من إجمالى إنتاج الشبكة، وهذا لم يحدث من فراغ وإنما كان تطوراً طبيعياً للدراسات والأبحاث التى أجريتها على البرامج التى تنتجها الشبكة، إضافة إلى دراساتى المتخصصة فى وضع الميزانية التليفزيونية وحصلت على شهادة فى ذلك، وكل دراساتى التى أعقبت ذلك كانت بهدف تعزيز قدراتى الإعلامية، فالماجستير كان متخصصاً فى العلوم السياسية وموضوعه كان السياسة الخارجية لإيران، والدكتوراه كانت فى الإعلام الإسلامى. ■ واضح أنك مررت بنقاط تحول كثيرة فى حياتك، فما أهمها؟ - عندما انتقلت إلى العمل الحر أو الخاص، كان أول مشروعاتنا إنتاج مجموعة من الأفلام لقناة الجزيرة الوثائقية، ومجموعة أخرى للتليفزيون القطرى، ثم برنامج «نشوة» لمؤسسة دبى للإعلام، وقدمت استشارات إعلامية لعشرات الشخصيات العامة والوزارات والهيئات والمؤسسات فى مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى أننى كنت أمثل مؤسسات إعلامية أوروبية وأمريكية فى الدول العربية، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء شركة «بيراميديا» التى تحولت إلى جسر للتواصل بين الشرق والغرب. ■ لماذا انتقلتِ بنشاطك الإعلامى للإمارات؟ - هذا لم يكن انتقالاً بقدر ما هو توسع فى أنشطة الشركة ومشروعاتها، وأكبر دليل على ذلك أن مكتب الشركة فى القاهرة ما زال موجوداً، ولدينا عدد من المشروعات الإعلامية يتم تنفيذها من خلاله، كما أن تصوير برنامج «نشوة» كاملاً يتم فى القاهرة. ■ تردد أنك عرضتِ مجموعة من المشروعات على بعض المسؤولين فى مصر، لكن لم يحدث التعاون المطلوب؟ - بصراحة الروتين كان له دور كبير فى عدم اكتمال تلك المشروعات، التى منها دراسة لتحويل مدينة الإنتاج الإعلامى فى القاهرة إلى هوليوود الشرق، وهذه الدراسة لاقت ترحيبا كبيرا من قبل مجلس إدارة المدينة، لكن لم يتم تفعيلها، ودعوت منتجين ومخرجين من هوليوود، وقدمنا أفكاراً قوية، وزرنا الساحل الشمالى والأقصر وأسوان، وأتذكر أن المنتج (برانكو لوستيج) الذى أنتج فيلم «المصارع»، زار مواقع التصوير ووافق عليها، لكن توقف كل شىء بسبب المعوقات غير الطبيعية التى واجهتنا بداية من السماح بدخول المعدات ونهاية بأسعار «المجاميع»، التى حصل عليها المنتج مجانا من المغرب، فالمكسيك، كمثال، تُقدم 35% نقداً من إجمالى المصروفات المدفوعة داخل البلد عندما ينتهى تصوير الفيلم، وهناك دول تقدم «المجاميع» مجاناً، وهل تصدق أن «ريدلى سكوت» جاء لتصوير فيلم «بلاك هوك داون» فى مصر وتفقد الأماكن المقترحة للتصوير، وفى النهاية تم تصويره فى المغرب، وهرب من كل المعوقات التى واجهته. ■ هل هناك خطة لعمل مشروعات ثقافية وسينمائية كبرى فى مصر كالمشروعات التى تم تنفيذها فى الإمارات؟ - جار التحضير لمجموعة كبيرة من المشروعات الإعلامية بالتعاون مع قنوات مصرية. ■ ما نتيجة عملك كمستشارة لوزير الإعلام أنس الفقى؟ - عملت معه لمدة تسعة أشهر فى بداية توليه الوزارة، وقدمت مجموعة من الدراسات، بعضها تمت الاستفادة منها وظهرت على شاشة التليفزيون المصرى، وفى الحقيقة كانت فترة جيدة بالنسبة لى لكننى لم أستطع الاستمرار بسبب مشروعات الشركة خارج مصر، وأنا أُكنّ لمعالى الوزير كل الاحترام والتقدير لأنه غيّر وجه الإعلام المصرى. ■ كيف ترين الإعلام المصرى حالياً؟ - حدث تطور كبير فى الإعلام المصرى فى الفترة الأخيرة، وبصفة خاصة بعد ظهور الإعلام الخاص من صحف وفضائيات، التى أدت إلى حدوث حراك إعلامى على مستوى الإعلام الرسمى المرئى والمكتوب، وأجمل شىء انتشار مفهوم الإعلام الخاص الذى لم يكن موجوداً من قبل أما صناعة السينما فأعتقد أن هناك محاولات جادة للتغيير، منها توفير دور العرض والتوزيع الصحيح والبعد عن الاحتكار والشللية، لكن لابد من وجود صندوق لدعم صناعة السينما، ولابد أن تتحكم فى هذا الصندوق لجنة تضم عقولا سينمائية تتخذ القرارات السليمة. ■ إلى أى مدى نجحت فى تقديم ممثلين عرب إلى السينما العالمية من خلال شركة «بيراميديا»؟ - نجحنا فى تقديم شخصيات فنية عربية إلى الأفلام العالمية، لكن فى النهاية هذه الأفلام محدودة العدد، والشركة قدمت هذه النماذج التى لا تسىء للعرب، وأعطيك مثالا على ذلك، عندما أطلقت العام الماضى مبادرة المسلمين على الشاشة والسينما، دعونا المنتجين والكتاب السينمائيين العالميين للمشاركة فى ندوة كبيرة عن المسلمين على الشاشة، كما عقدت ندوة فى لوس أنجلوس، ومن خلالها تأسست مؤسسة تابعة لمعهد «بروكنجز» هدفها الأساسى الإجابة عن استفسارات المؤلفين التى لها علاقة بالعالم العربى والإسلامى، ويكفى أن مسلسلاً مثل «24» الذى هاجم العرب والمسلمين، تغير تماماً فى موسمه الجديد بعد أن قابلنا مؤلفه ومنتجه فى هوليوود. ■ هل تحول مذيعو برامج ال«توك شو» إلى قادة للرأى العام؟ - هم محركون للرأى العام لتأثيرهم على ملايين المشاهدين وليسوا قادة للرأى العام، والمشكلة فى اختيار المؤهلين لتحريك الرأى العام عبر الإعلام.