الوردة هى الوسيلة الرومانسية الرائعة التى تستطيع أن تعبر عما يسطع فى القلوب وما تخشى الألسنة التفوه به، وهى الهدية المناسبة للأصدقاء لإعلاء شأن المحبة التى تقطن النفوس والترياق الشافى لأمراض الحقد والكراهية، لأنها تؤدى إلى التواصل مع الآخرين، وتقتحم القلوب والمشاعر دون استئذان بما تملكه من تناسق بديع ورائحة طيبة. ويترقب العالم العربى يوم الرابع عشر من نوفمبر لتحديد هوية المنتخب المتأهل إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا «لقاء الأشقاء» وهو اليوم الذى يستضيف فيه استاد القاهرة الدولى أبطال القارة السمراء ومنتخب الجزائر الذى يتصدر المجموعة. وقد أطلقت صحيفة «المصرى اليوم» مبادرة «وردة لكل لاعب جزائرى»، حفاظاً على علاقة تاريخية من الصداقة والود التى تربط مصر بالجزائر وسوف يحمل الشعب المصرى باقة من الورود الطبيعية خلال استقباله المنتخب الجزائرى، وردة حمراء «الحب» ووردة صفراء «الصداقة» ووردة بيضاء «البراءة». الجمهور المصرى لا يعرف الكراهية والشدة والغلظة، ولا يؤمن بفلسفة العنف فى التعامل مع موضوعات حياته العامة والخاصة، ولا يشرع فى استخدام القوة المادية والألفاظ غير اللائقة لقهر الخصوم فى جميع المجالات بلا ضابط من خلق أو قانون. شعار التشجيع الحضارى فى المدرجات واللعب النظيف فى ملعب استاد القاهرة يجب أن يكون هو سيد الموقف يوم 14 نوفمبر، ويجب على القنوات الفضائية العربية أن تبذل أقصى ما فى وسعها لنبذ التعصب بين جمهور البلدين قبل المواجهة عن طريق التوعية الجيدة وتثقيف الجمهور والتركيز على أن المباراة لا تتعدى كونها مباراة فى كرة قدم، وأن تأهل أى من المنتخبين الشقيقين، ممثلاً لقارة أفريقيا فى مونديال جنوب أفريقيا، شرف للأمة العربية. نحن فى حاجة ماسة إلى إظهار التصريحات المحترمة التى لا تعرف ثقافة سكب المواد القابلة للاشتعال على الجروح، وتهدف إلى إثارة الفتنة والبلبلة بين شعبين يرتبطان بعلاقات تاريخية متميزة بسبب مباراة فى كرة القدم، والابتعاد عن تفاصيل قضية نجم الكرة الجزائرى الشهير الأخضر بللومى التى حدثت عقب مباراة عام 1989، وعدم النظر للصحافة السوداء والقنوات القاتمة التى تنصح لاعبى الجزائر بالدقة واليقظة التامة أثناء تواجدهم بمصر، وتجنب الوجبات الشعبية، «الملوخية والفول ومختلف الأطباق الأخرى» خوفاً من انتقام المصريين، والادعاء بأن الألعاب النارية فى المدرجات ستصبح وسيلة التشجيع للجمهور المصرى خلال مقابلة يوم 14 نوفمبر بهدف إرهاب وزعزعة تركيز المنتخب الجزائرى. وزير الرياضة الجزائرى الذى كان على رأس المستقبلين للبعثة المصرية فى المباراة الأولى قدم لعشاق الرياضة العربية النموذج الذى يحتذى به فى التعليق على الحدث الرياضى وكيفية التعامل مع مباراة فى لعبة شعبية بين الأشقاء، حيث أكد أنه مع أى صوت عقل يهدئ من روع الجمهورين، وأنه يعقد لقاءات دورية مع الإعلاميين الجزائريين من أجل تهدئة الأوضاع، ولديه ثقة كبيرة بالناحية الأمنية فى مصر، وفيما يتعلق بحالة الفتور وكيفية التغلب عليها، قال إنه من الممكن إقامة لقاءات تقارب وود بين شباب البلدين من الصحفيين للحوار فيما بينهم، بالإضافة إلى تعدد اللقاءات الودية بين أندية ومنتخبات البلدين لإزالة الحساسية المصاحبة للقاءات فى المرحلة المقبلة فالطبيعى أن الدور الرئيسى للرياضة هو تقريب وجهات النظر والعلاقات الحميمة بين الشعبين الشقيقين وليس العكس. وبدون مجاملة وبعيداً عن سياسة الإفراط فى مدح الذات كلما تحدثنا عن قضايانا أو مشاكلنا، نقول للاعبى الجزائر إننا شعب مؤدب لا يعرف التجاوز ولا يقبل إهانة الآخر، وما يحدث فى بعض الفضائيات وأحياناً فى الشارع المصرى يمثل حالة عارضة لا تمثل الشعب المصرى الذى يحترم ويقدر الأشقاء العرب.