يبدو أن العرب هم هم العرب، لن يتغيروا، فهم يهوون الاختلاف مع بعضهم البعض ويصل الخلاف إلى آخر مدى، يمزقون ملابسهم ولا ضرر، ولو استطاعوا خلع الملابس لغيرهم قطعة قطعة لا مشكلة، قالوا لنا إن كله عند العرب صابون، ولست أفهم لماذا هذا المثل، هل يعنى أنهم بعد الاقتتال وبعد تمزيق الملابس يقومون بغسلها بالصابون، أم يعنى أنهم حريفة فى نشر غسيلهم القذر فوق السطوح وفى أعلى بنايات العالم وفى كل الفضائيات حصرياً. ولكن ماذا يفيد الغسيل بعد كل ما سبق، وماذا يضير الشاه بعد ذبحها.. تصفيتها من العظم ماشى، عمل ممبار أيضاً ماشى، شوربة كوارع ولماذا لا؟ حضرات القراء.. أعطى الله الصحة لكاتبنا الكبير محمود السعدنى فأنا لم أسمع هذه الكلمة إلا منه عندما كان يكتب عن العرب وأفعال العرب، هل مازلتم تذكرون ماذا قالوا عن الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك. الثلاثة كانوا ربما يعملون من أجل المصالح العربية أكثر من مصر، ومن أجل قضية الفلسطينيين أكثر من المصريين، ومع ذلك لم يسلموا. لو حاولت حضرتك أو حضرتى تحصر فترة زمنية منذ حرب فلسطين مثلاً عام 48 وسجلت ما قيل لوجدت أنك ستحتاج إلى مجلدات ومجلدات قدر مياه المحيط الأطلسى. طيب أعطنى عقلك، وطن يعيش فيه الملايين، دين واحد، لغة واحدة، تاريخ مشترك، جنس واحد، فيه أحسن من كده، ومع ذلك الشرذمة والتفرق حلا محل الأخوة والوحدة، والغريب أننا عندما نتحدث مع بعضنا نقول الأخ فلان والأخ ترتان، وأبوفلان وأبوعلان. وفى المقابل فى أوروبا التى كان تاريخها كله حروباً، خسروا ملايين الملايين من القتلى، لغات مختلفة، عملات مختلفة مع ذلك أصبح لديهم الاتحاد الأوروبى والعملة الواحدة. ومع كل ذلك اتحدوا وتزاوجوا، زواجنا هو زواج المتعة وزواج المسيار، الرجل العربى يتزوج ليكون له فى كل بلد عربى امرأة تسليه وتبسطه. لم يجرؤوا أن يضحكوا على الأجنبيات كما ضحكوا على العربيات، زواجهم علنى وزواجنا فى السر من وراء ظهور الزوجات. معظم الزيجات تتم بين العواجيز والفتيات الصغيرات، هم ليسوا كذلك يعنيهم أن النسل يكون على أحسن ما يكون، ولكن العرب يخلفون ثم يتركونهم وكأنهم لم يجيئوا منهم، هو فى العالم الغربى قطة سيامى، وفى العالم العربى أسد غضنفر. حضرات القراء.. طيب تعالى معى وراجع وتصفح الصحافة العربية، والفضائيات العربية، معارك وهمية، لسان زالف، صوت عالى، عدم احترام الآخر، يتهمون الحكام بالديكتاتورية أما حاكمه فهو زعيم الديمقراطية ونصير الحرية.. سحل الإنسان لم نره إلا فى العالم العربى، السجن والاعتقال والتشريد سمة عربية وثقافة عربية. عزيزى القارئ.. طيب كل هذا يتم فى السياسة ونقول ماشى أو عادى، فهو طبع فينا لن يتغير العالم يقوم على الاختلاف عند العرب يقوم على الصراع والقتال. إذن قد نقبل ما يجرى فى دهاليز السياسة العربية، ولكن لماذا فى الرياضة أيضاً.. نحن ندلعها ونهشتكها ونقول إنها أجمل شىء فى الوجود، لا تصدقوا أنها كذلك عند العالم العربى، هى فقط للأسف هناك فى أوروبا أو أمريكا. عندهم متعة وعندنا نقمة، عندهم نزهة وعندنا عركة، عندهم فرح وعندنا ميتم، عندهم منافسة وعندنا تار بايت وثأر لابد من أخذه، هناك يذهبون ومعهم زجاجة مياه للشرب وعندنا لنرميها على الفريق الخصم. أرجوك لا تقل لى إنهم مثقفون أو متعلمون أو متحضرون، نحن هنا لا نتحدث عن الذرة أو «الفيمتو ثانية» أو الكيمياء، ولكن عن حاجة مستديرة يشوطها 22 لاعباً. حضرت مباراة فى إنجلترا للأرسنال على ملعبه والعجيب أن الذى أنشأ هذا الملعب ودفع الملايين فيه من الإسترلينى شركة طيران الإمارات العربية. طيب هل هناك شركة عربية أقامت ملعباً نصف هذا فى مصر أو تونس؟ طبعاً لا، وحتى لو فكرت شركة أن تفعل ذلك سيرفض البلد وممكن أن تجد «حنجورى صحفى» يقول إن هذا استعمار أو إذلال لكرامة بلده، والله وارد لماذا لا؟ تصورت أننى سأشاهد معركة حربية بين الجماهير ولكننى لم أجد ذلك، فقط شاهدت معركة رياضية كروية داخل المستطيل الأخضر. وفى النهاية وبعد المباراة تصورت أننى كنت فى إحدى دور الأوبرا أستمع لموسيقى شوبان وموتزار. شاهدت مباريات لإنجلترا مع فرنسا، ولإنجلترا مع ألمانيا، ومع ذلك لم أقرأ شيئاً غير طبيعى قبل المباراة، ولا شيئاً شاذاً أثناء المباراة مع أننا نعلم مدى الحساسية بين هذه الدول، كله كوم وأندهش عندما أرى كل مدير فنى يجرى نحو الآخر ليحييه وكأنما هم فى سبق ليكون من له الأولوية للوصول للآخر. عندنا قبل المباراة مناورات عسكرية وحرب مخابرات للتجسس مع أن كل الأوراق مكشوفة ولا تحتاج لكل هذه الأجهزة من الاستخبارات الرياضية. حضرات القراء.. مرت على العالم العربى أزمنة طويلة وقرون ومع ذلك أتحداك لو ذكرت عشرة زعماء من العرب اتفقوا عليهم ربما أعجبوا بصلاح الدين وعبدالناصر فقط. وذكرنى من فضلك لو نسيت أحداً، وفى الفن ربما اتفقوا على أم كلثوم فقط.. وأيضاً لو هناك غيرها ذكرنى. العرب أجدع «بويسه» فهم ملوك القبلات الهوائية مرة على الكتف ومرة على اليد ومرة على الخد، وغالباً معظم هذه القبلات لا تصل إلى مكانها فكلها تطير فى الهواء. كلهم يقولون والله ما قصرت أو برشه أو بالزوف أو تسلم إيدك أو يسلم فُمك بضم الفاء يعنى «بقك». وكله كلام فى كلام.. وكله بالونات تطير فى الهواء وتفرقع فى لحظة. حضرات القراء.. هو فيه إيه بالضبط، إيه حكاية يوم 14 نوفمبر، مرة يقولون معركة 14 نوفمبر، ومرة أخرى يقولون موقعة 14 نوفمبر. هل هو مثلاً إعلان دولة فلسطين، أو هو يوم إعلان القضاء على آخر إرهابى فى الجزائر الذين يسيئون لهذا البلد الجميل وهؤلاء الناس الطيبين بلد ملايين الشهداء، هل هو يوم دخول القدس وإعلان أنها عاصمة فلسطين؟ بلاش كل ذلك.. هل هو يوم إعلان التآخى بين الإخوة الأعداء «حماس وفتح» وإعلان تشكيل الحكومة الفلسطينية؟ وعلى رأى من قال هل معقول أن نقضى على علاقات بين بلدين عربيين، الجزائر «بلد المليون شهيد» التى وقفت مع مصر خلال حروبها، ومصر «أم العرب».. كل ذلك من أجل مباراة مدتها تسعون دقيقة؟ فعلاً صدق من قال يعملوها العيال ويقعوا فيها الكبار! وأمجاد يا عرب أمجاد. مشاعر ■ أحمد أنيس، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق.. مبروك رئاسة شركة النايل سات، فعلاً ما أجمل العمل فى وزارة الإعلام، رئاسة التليفزيون وبعد المعاش رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى.. ورئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبعد المعاش رئاسة شركة الأقمار الصناعية «نايل سات».. لا يوجد فى الإعلام فكرة المعاش، وزير الإعلام أنس الفقى شاب ومع ذلك يتحيز للشيوخ. حسرتى كبيرة على طموحات شباب الإعلاميين. ■ رئيس النادى الإسماعيلى.. كانت جماهير الإسماعيلى غير سعيدة بانضمام نجومها للنادى الأهلى.. نصر أبوالحسن له نظرية جديدة، وهى السعى وراء رديف النادى الأهلى من اللاعبين.. تقريباً نصف فريق الإسماعيلى منهم.. برافو الأخ نصر. ■ الكاتب الكبير محمد سلماوى.. رجل له كل احترامى، أبرز مميزاته هى علاقته وانفتاحه على الغرب، تعجبت عندما صرح بعد انتهاء معركة الوزير فاروق حسنى بأننا مازلنا فى عصر الحروب الصليبية.. فال الله ولا فالك. ■ محمد صلاح أبوجريشة، عضو مجلس إدارة الإسماعيلى، كان أمل جماهير الإسماعيلى فى أن يصبح رئيس النادى الإسماعيلى، ولكنه خيب أملهم كالعادة.. يحلم بالتدريب ربما لأن قيمته المادية أعلى، ولكن ماذا سيفعل عندما يرفض مجلس الإسماعيلى الحالى أو المقبل أن يدرب فريق الإسماعيلى. ■ الناقد حسن المستكاوى.. ليس فقط ناقداً موضوعياً مميزاً فى الرياضة، ولكنه كاتب كبير له طعمه الخاص فى مقالاته عن الشأن العام المصرى وفى السياسة. ■ حسام حسن، نجم مصر.. رشحته الأقاويل لتدريب عدد كبير من الأندية من أول الزمالك إلى الاتحاد السكندرى.. ومع ذلك لم يتحدث معه أحد فى ذلك.. هل السبب الخوف من عصبيته أم نتائجه مع فريق الاتصالات أو من ثقته فى نفسه؟ ■ د. يحيى الجمل، القانونى الكبير.. كتب مقالة رائعة فى «المصرى اليوم» عن حق أى مواطن فى مخاطبة السلطات العامة.. واستند على مواد من الدستور.. المقال به إشارة إلى تصريحات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل السياسية. بدون مشاعر .. جمال مبارك.. والديمقراطية الإلكترونية كتبت قبل ذلك أن الديمقراطية الحالية هى عجوز وراحت عليها، فعمرها حوالى مائة وخمسين عامًا، وتساءلت: هل هى قاربت على توديع الحياة أم أنها فقط فى انتظار رصاصة الرحمة؟ ففى الوقت الذى مازلنا نشمشم عنها، ونتقاتل من أجلها.. هناك غيرنا يبحثون فى مستقبل الديمقراطية، وهل هناك بديل جاهز ومتوفر مكانها. بالإضافة إلى أن الأجيال الجديدة متمردة عليها وترى أنها لا تحقق الحرية السياسية.. لا للوطن ولا للمواطن. وأن دور الفرد ينبغى أن يكون فوق كل المؤسسات السياسية وأن الشعب هو السيد The People The Master. * رأينا العالم يستخدم تعبيرات جديدة لم نسمعها قبل ثورة المعلومات والاتصالات مثل E-Citezen المواطن الإلكترونى، والتجارة الإلكترونية E-Trade، والاقتصاد الإلكترونى E-Commerce والحكومة الإلكترونية E-government، وأيضًا الكرة الإلكترونية E-Football، ومصطلح جديد اسمه الديمقراطية الإلكترونية E-Democracy هم يرون أنها ستكون كالفارس القادم على حصان أبيض ليخلص العالم من الديمقراطية القديمة التى تعتمد على نظام الأغلبية الظالم، والتى تعيد للبرلمان هيبته بعد أن انتهى دور البرلمان فى العالم. إن أكبر آلية لهذه الديمقراطية هى الإنترنت.. فهى يمكنها أن تفعل الآتى: - تزيد المشاركة السياسية للمواطنين. - تساعد المواطنين على الحرية فى مناقشة المشكلات والموضوعات السياسية كالتعليم (الثانوية العامة)، الصحة (قانون التأمين الصحى) الزراعة (مشكلات الفلاح المصرى). - تستخدم فى الحملات الانتخابية للمرشحين وللأحزاب، فهى الوسيلة الأرخص والأسهل عن الصحافة والتليفزيون. - قد تزيد الثقة أو تسحبها من النظام السياسى. - زيادة المعرفة السياسية لدى الشعوب - أسهل طريقة لطرق الأبواب من خلاله لا من خلال الزيارات. - كنت سعيدًا وأنا ألاحظ بشائر هذه الديمقراطية الجديدة فى مصر، فمدونات الشباب قد زادت ونشطت، وجماعات الفيس بوك توسعت.. كل ذلك تم من ناحية الشكل وليس من ناحية الموضوع. تابعت باهتمام محاورات جمال مبارك التى نظمها له الحزب الوطنى مع الشباب، وأعجبنى التفكير باستغلال هذه الوسيلة الجديدة بصرف النظر عن أنهم اختصروا الأسئلة وحذفوا كثيراً منها واكتفوا بثلاثين سؤالاً فقط، ولكنها بداية وبداية محمودة. ومع ذلك قلقت عندما وجدت أن الموضوع قد تحول إلى صراع على الفضاء الإلكترونى بين شباب 6 أبريل وشباب الحزب الوطنى، لقد أطلق أحد الكتاب الصحفيين على شباب الحزب الوطنى أنهم كشباب الالتراس فى مباريات كرة القدم، وقلقت لما قاله شباب الحزب من أنهم لن يتركوا فضاء الإنترنت حكرًا على المعارضة أصحاب الإضرابات والشعارات المخربة فى مؤتمر القلة المندسة. وشباب 6 أبريل قالوا: هنا القاهرة وليس الجابون، وأن الحزب الوطنى وحكومته أسهموا فى خراب البلاد وتحويلها إلى عزبة خاصة لرجال الأعمال. وإذا كان حلم الديمقراطية الإلكترونية الذى ينتصر للفرد على كل شىء سيأخذ هذا الطريق ويتحول إلى صراع الفضاء الإلكترونى كصراع الفضائيات التليفزيونية فبلاها ديمقراطية إلكترونية وأخيراً، ما رأيك عزيزى القارئ فى الديمقراطية الجديدة، وهل أنت مع أن يأتى الشعب أولاً أم يأتى أخيراً؟ أنا شخصيًا مع أن يكون الشعب هو السيد.