أرجو ممن يقرأنى الآن أن يتأكد أننى لا أكره ممدوح عباس الذى لا تربطنى به أى علاقة شخصية ولم يسبق لى أن عملت معه أو طلبت منه أو كنت له أو عليه.. ولم أكتب هذا اليوم لأننى أسعى سرا أو علانية للإطاحة به من فوق مقعده كرئيس للزمالك.. وإنما أكتب من أجل الزمالك ولمصلحة الزمالك.. فما هكذا تدار الأندية الكبير بحجم الزمالك وعراقته.. وفى الأيام القليلة الماضية.. وقع ممدوح عباس فى عدة أخطاء فادحة وفاضحة حتى أننى شعرت بالدهشة والاستغراب من كل هؤلاء المستشارين الذين يحيطون بالرجل ويقبضون منه وينتفعون به دون أن يصارحه أحد مخلصاً بأى نصيحة سواء من أجل الزمالك أو من أجل الرجل نفسه وصورته وسيرته.. وكأنى بممدوح عباس فى تلك الأيام الماضية هو ذلك المغامر فى مسرحية شكسبير الذى حاول اللعب فى بحر المجد ثم اكتشف متأخرا جداً أن البحر كان أعمق مما يستطيع اللهو فيه.. فرئيس الزمالك من أجل أن يجتاز محنة الجمعية العمومية للنادى بعد عشرة أيام.. قرر السعى والضغط والإلحاح للتعاقد مع مهاجم أوروبى شهير وقديم ليلعب للزمالك.. وبأى ثمن.. المهم الانتهاء من هذا التعاقد قبل الجمعية العمومية وحضور هذا النجم إلى القاهرة ليجلس بجوار عباس فى مؤتمر صحفى تتابعه كل الصحف والشاشات.. وبهذا الشأن أقول لعباس كفاك تخريباً فى فريق الزمالك حتى ولو بنوايا خالصة وحسنة.. فالزمالك ليست مشكلته الآن ندرة النجوم واللاعبين الكبار.. إنما هى غياب الحزم والاستقرار والإدارة القوية الصارمة.. وقد جرب عباس طويلاً هذا السعى الأحمق وراء النجوم.. فخلق المشكلات والأزمات والهموم وليس السبق والنجاح والانتصار.. جاء بالحضرى دون مناسبة ويكاد الآن يخسر عبدالواحد السيد الذى سينتقل للمصرى سواء بالاتفاق أو باللجوء للفيفا.. دخل فى حروب مالية وإعلامية مع الأهلى من أجل محمد شوقى وحسام غالى دون أن ينتبه إلى أن الأهلى بدأت إدارته هى الأخرى ترتكب الجريمة نفسها بالجرى وراء لاعبين قدامى يقتلون بهم لاعبين جدداً وأحلاماً حقيقية وكبيرة.. ونسى عباس أنه بهذا المهاجم الأوروبى والملايين الكثيرة التى سيدفعها للاعب لم يعد صالحا للخدمة الفعلية فى الملعب.. سيخسر عمرو زكى وآخرين كثيرين.. ثم فجأة وبعد سوء إدارة مؤكد لأزمة جدو.. راح عباس يكرر نفس الأخطاء والخطايا مع شيكابالا.. وحتى لا يخسر من جديد.. قرر عباس التعاقد مع شيكابالا بأربعة وعشرين مليون جنيه فى ثلاث سنوات.. فكان هذا القرار قنبلة منزوعة الفتيل أهداها عباس للزمالك.. فقد بات من حق كل اللاعبين الآخرين أن يكفوا عن اللعب والعطاء إلا إذا قام عباس بمساواتهم مع شيكابالا أو حتى اقتربوا منه بفارق موهبته الحقيقية وإلا شعروا بالظلم والإحباط والمرارة.. وبعد ذلك كله يأتى ممدوح عباس ويستعد لإعلان تنازله عن عشرة ملايين جنيه من مستحقاته لدى الزمالك.. عباس يتخيل أنه بهذا كأنه يمنح الزمالك عشرة ملايين.. لكن الواقع يؤكد أن عباس لايزال يطالب الزمالك بثلاثين مليوناً لا أحد يعلم حتى الآن فيم جرى إنفاقها.. وهل من بينها غرامة اتحاد الكرة على جدو التى دفعها عباس أم لا.. وهل ملايين شيكابالا وملايين هذا المهاجم الأوروبى الجديد هدية من عباس أم ديون جديدة تضاف على ميزانية الزمالك التى تجاوز العجز الحالى بها مليونين آخرين من الجنيهات؟!.. وأخطاء أخرى كثيرة تجعلنى أتطوع بالنصيحة لعباس أرجوه فيها أن يكف عن كل ذلك وأن يعود فقط إنساناً يعشق الزمالك وليس رئيساً يفسد الزمالك.. أرجوك يا سيادة الرئيس اطرد مستشاريك الذين يحبون الزمالك برواتب وهدايا.. فهناك من يحبون الزمالك دون أى شروط أو مقابل. [email protected]