فى مثل هذا اليوم من العام 1992 توفى الرئيس السورى الثالث نور الدين الأتاسى

هو ثالث رؤساء الدولة السورية، وهو مولود فى مدينة حمص عام 1929 درس فى مدارس حمص، التحق الأتاسى بكلية الطب فى جامعة دمشق عام 1948، وهناك توثقت صلاته بقادة حزب البعث وانتمى إليه منذ عام 1944.
وأصبح الأتاسى من الممثلين المنتخبين للمنظمة الطلابية التابعة للحزب ورئيساً لهيئتها القيادية خلال أعوام دراسته وحتى تخرجه، ولما اعتلى الشيشكلى سدة الحكم عام 1951 وأنهى الحياة النيابية ومارس القمع، اضطر قادة البعث إلى مغادرة البلاد والبدء فى العمل السرى للحزب فشارك الأتاسى فى ذلك العمل، وفى عام 1952 اعتقل لخروجه فى مظاهرة طلابية ضد الشيشكلى ثم أفرج عنه وعاد للجامعة ولقيادة المظاهرات ولنشاطه فى هيئة القيادة السرية للبعث، واعتقل مرة أخرى ثم أفرج عنه حتى سقطت دولة الشيشكلى فى فبراير عام 1954.
تخرج الأتاسى فى كلية الطب عام 1955، وقبل أن يبدأ بالعمل كطبيب تطوع مع جماعة من أصدقائه الأطباء فى صفوف الثورة الجزائرية وتعرف بالطبيبين يوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس، وكوّن معهما ثلاثياً عرف (بالأطباء الثلاثة) الذين صاروا فيما بعد الجيل المدنى الثانى لحزب البعث، وتزعموا القيادة القطرية لهذا الحزب، وفى الرابع من (أغسطس) عام 1963 عين الأتاسى وزيراً للداخلية فى وزارة صلاح الدين البيطار،
وظل فى المنصب فى الوزارة التى تلتها برئاسة أمين الحافظ، وبين مايو عام 1964 وديسمبر 1965 كان الأتاسى عضواً فى المجلس الرئاسى، ولما عقد المؤتمر القطرى الاستثنائى لحزب البعث فى عام 1965 تم انتخابه عضواً للقيادة القطرية، ولما أعيد انتخاب المجلس الرئاسى فى عام 1965 كان منصب نائب الرئيس من حظ الأتاسى،
بينما انتخب الحافظ رئيساً للمرة الثانية وفى 23 فبراير عام 1966 قام سليم الحاطوم وصلاح جديد بانقلاب على أمين الحافظ وسجناه بعدما حلت القيادة القومية مكان القيادة القطرية، وأسندت رئاسة الجمهورية العربية السورية للأتاسى، وفى فبراير من عام 1969 أحكم وزير الدفاع حافظ الأسد هيمنته على السلطة الإعلامية ووضع يده على الجيش إلى أن قام بانقلابه فى 16 نوفمبر عام 1970 وعزل الأتاسى، وأودعه السجن الذى ظل فيه 22 عاماً ولما علمت السلطات الفرنسية بإصابة الأتاسى بسرطان المرىء عرضت على سوريا التكفل بعلاجه، فسافر إلى فرنسا للعلاج بباريس فى 22 نوفمبر وهناك وافته المنية فى مثل هذا اليوم (2 ديسمبر عام 1992).