دشن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرحلة سياسية جديدة في تركيا خلال المؤتمر العام الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو آخر مؤتمر يشارك فيه أردوغان كرئيس للحزب بحكم لائحته الداخلية، بعد أن خاض الانتخابات البرلمانية 3 دورات سابقة، وهو ما يمنعه من الترشح للانتخابات القادمة في 2014 أو رئاسة الحكومة. ودفع أردوغان بخليفته رئيس حزب «صوت الشعب» الوليد، نعمان كورتولموش، إلى قمة الهيكل القيادي لحزب العدالة والتنمية، ليقود الحزب بعد أن يتركه أردوغان، الذي يطمح إلى تحقيق الثنائية السابقة للرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال، الذي كان رئيسا لوزراء تركيا، ثم رئيسا للجمهورية في الثمانينيات من القرن الماضي. واستخلص المتابعون لخطاب أردوغان «الوداعي» خطته الجديدة للانتقال إلى «قصر تشانكايا»، الذي يسكنه حاليا صديقه ورفيق كفاحه الرئيس عبدالله جول، ويقول المحلل السياسي المعروف محمد على بيراند ل«المصري اليوم» إن المؤتمر العام لحزب «العدالة والتنمية» دشن بداية حاسمة لمرحلة جديدة من عمل الحزب على الساحة السياسية، «يمكن القول إن عملية تحول تركيا إلى النظام الرئاسي أو شبه الرئاسي، تمهيدا لصعود أردوغان إلى هذا المنصب، بدأت بالفعل». وتابع «بيراند» أن محصلة خطاب أردوغان في المؤتمر العام لحزبه، وكذلك 3 لقاءات تليفزيونية سابقة على هذا الخطاب، هي أن أردوغان يتأهب للانتقال إلى قصر الرئاسة، ومن أجل ذلك سيعمل خلال السنوات ال3 المتبقية حتى موعد الانتخابات الرئاسية على الانتهاء من إقرار الدستور الجديد للبلاد. من جانبه، رأى المحلل السياسي البارز مراد يتكن أن أردوغان بلا شك يسعى لرئاسة الجمهورية، لكنه عبر عن اعتقاده بأن جول لا يزال موجودا بقوة في دائرة القرار، وأن هناك خلافات في وجهات النظر بين الرفيقين، رغم محاولات أردوغان نفي ذلك. كما أعرب المحلل السياسي قدير جورسال عن اعتقاده بأنه «إذا كانت عين أردوغان على قصر الرئاسة، فيجب عليه أن ينظر إلى القضية الكردية التى لم يتطرق إليها كثيرا في خطابه، وأن يقوي السياسة الخارجية لتركيا»، لافتا إلى أن الحل ليس في التحول عن النظام البرلماني الحالي، وإنما في تعزيز هذا النظام. كان مؤتمر «العدالة والتنمية» قد عقد تحت شعار: «شعب كبير وتركيا كبيرة الهدف 2023»، ورسم المؤتمر خريطة طريق تقدم تركيا حتى عام 2023، الذي سيُحتفل فيه بالذكرى ال100 لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.