نفس السيناريو وذات الخطة.. اقتل واجرى.. وحتى لو قبضوا عليك.. اقتل.. اقتل.. والمناسبة مهمة واختيار حدث سعيد يلم الشمل!! السيناريو نفسه يوم العيد، حيث الفرحة والتراتيل القبطية التى تعود إلى العصر الفرعونى.. تراتيل السعادة، التراتيل تتغنى بالحب والتسامح حتى مع الأعداء (أحبوا أعداءكم..) قالها المسيح فى موعظة الجبل. تراتيل العيد دعوة عيسى عليه السلام بالتسامح.. «طوبى لصانعى السلام» وخرج جموع المصريين من الكنيسة فرحين مستبشرين، وإذا بروح الشر تتقمص هؤلاء الذين عميت قلوبهم التى قدت من حديد.. إذا بهم يقتلونهم بمفاجأة غير محسوبة واختيار، تماماً كسيناريو مقتل الرئيس يوم عيده. هنا فى هذا الموقع، فى هذا التوقيت، وبهذا الاختيار ليس قتلاً لسبعة من المصريين إنه قتل لمصر كلها، اغتيال لكل القيم التى تعشش فى قلوبنا منذ زمن بعيد.. (جحر ديب يسع ميت حبيب، لقمة هنية تكفى مية). هذا الحادث لابد ألا يمر كغيره من الأحداث، إنه ليس مباراة كرة ولا تلوث ماء النيل ولا سرقة مليارات والهروب بها.. إنه ليس أى حادث نكتب عنه حتى يجدّ حادث آخر يغطيه.. لا شىء يغطيه أبدا!! إنه سرقة أمة.. إنه اغتيال مصر كلها، إن هذا الحادث يحتاج لوقفة من أولى الأمر منا ومن علمائنا ومن رجال الدين الإسلامى والمسيحى، أرى أن هذا الحادث مستورد التخطيط، وكأن الجناة تم عمل غسيل مخ لهم لأن الحادث نتيجته ليست مسح عار لحالة اغتصاب.. إن نتيجة الحادث كشفت تغير كيمياء المصريين ليس لإقدام الجناة على هذا العمل ولكن لخضوعهم لتخطيط جعلهم يقومون بعملية قتل عمد لمصر كلها.. قتل لكل المصريين، ولابد من وقفة تتخطى اهتمام النائب العام العظيم الذى يحول حبه لوطنه إلى مسؤولية وضحت بالهبّة التى حدثت منه وانتقل على إثرها إلى نجع حمادى. لقد نبهنى قداسة بابا مصر البابا شنودة فى حديث معه منذ عامين إلى الحراك الخارجى للفضائيات، وأن هذا الحراك يوصل الأحداث خارج الحدود قبل أن تصل إلى قرى مصر ومدنها مما يؤثر على نظرة العالم لنا، لابد من إعادة ترتيب أوراق مصر الأمة بعد أن تلهت الدولة فى حراسة الكراسى والإمساك بتلابيب «السلطة». لابد من انتهاز هذا الحادث الجلل الذى لم يمس الأقباط بقدر ما مس شخصية مصر.. إننا فى حاجة إلى العودة إلى الجذور والبحث فى الموروثات.. إننا محتاجون إلى النظر إلى الأجيال، تلك الأجيال التى لم تعرف عن مصر سوى قتل أبنائها بعضهم البعض وإلى الجذور فى اللقاء المقبل.. وأعتذر لكم أحبائى لأننى لن أمل من البحث فى الجذور حتى لو مللتمونى، وليرحمنا الله.