انقسم الشارع السياسى الإسرائيلى، أمس، حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ قرارها بإنشاء جدار حدودى بطول 100كم، على حدودها مع مصر، وفيما رحب عدد من رؤساء المدن الإسرائيلية المتاخمة للحدود المصرية بالقرار، أعرب بعضهم عن خوفه من أن تأتى التكلفة الباهظة المرصودة لإنشاء هذا الجدار، (حوالى مليار - مليار ونصف المليار شيكل) على حساب الخطط الاستراتيجية التى تنتهجها إسرائيل لتوطين آلاف السكان اليهود على الخط الحدودى مع مصر. وأجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية استطلاعاً للرأى فى دوائر السياسيين، وسكان المدن الحدودية مع مصر، أعرب فيه رؤساء هذه المدن عن ترحيبهم بالقرار الحكومى، لكنهم شككوا فى قدرة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذه. وقال «شموليك ريفمان»، رئيس مدينة رامة النقب: «أرحب بهذا القرار جدا، وأتمنى أن يتحقق على أرض الواقع. فقد صدرت قرارات كثيرة بهذا الخصوص من قبل، وكانت تصطدم دائماً بمشكلات الميزانية وتوفير التمويل. وقد تعاملت، شخصياً، مع عدة حكومات، وأتذكر عندما ضرب شارون الطاولة بقبضة يده»، وقال: «لا يهمنى أى شىء، المهم أن تغلقوا هذه الحدود». ولا أزال أذكر أن إيهود أولمرت تبنى هذا القرار طوال فترة حكمه دون أن ينجز شيئاً». وأضاف «ريفمان»: «أتمنى أن تصدق الحكومة الحالية، وتقيم الجدار لتنقذ أرواح آلاف المواطنين، وأحاول أن أظل متفائلاً بقدرة نتنياهو على إيجاد حل لهذه المشكلة». من جانبه رحب «حييم يالين»، رئيس بلدية مدينة «إشكول» الحدودية، بالقرار الإسرائيلى، وقال: «مدينة إشكول تعانى منذ فترة طويلة من مشكلة اللاجئين الأفارقة، ويشعر المواطنون بالفزع الشديد، ويظنون أن كل لاجيء غير شرعى هو مشروع إرهابى خطير»، غير أن «يالين» أعرب عن قلقه الشديد من أن تتسبب التكلفة الضخمة التى رصدتها الحكومة لإنشاء الجدار فى الخصم من الميزانيات المخصصة لإعمار وتوطين المناطق المتاخمة للحدود المصرية الإسرائيلية. وأضاف: «أتمنى أن يصبح الجدار تعزيزاً أمنياً جديداً، يضاف إلى خطط توطين السكان الإسرائيليين على الحدود المصرية». وأكد مئير يتسحاق هاليفى، رئيس مدينة إيلات، سعادته بالقرار، وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت: «منذ توليت منصبى، وأنا أمارس ضغوطاً على وزراء الدفاع لبناء حاجز على الحدود مع مصر، خاصة فى القطاع الجنوبى الذى يبلغ طوله 14 كم. وفى أعقاب الهجوم الإرهابى الذى وقع فى يناير 2007، حصلت على وعود حكومية بالبدء فى الاجراءات اللازمة لبناء الجدار، لكن شيئاً لم يتحرك منذ ذلك التاريخ، وقد مارسنا ضغوطاً أكبر نتيجة تزايد تسلل المهاجرين الأفارقة، ولا أستطيع أن أخفى سعادتى بإعادة طرح قضية بناء الجدار على طاولة الحكومة الإسرائيلية». اتفاق رؤساء المدن الإسرائيلية على أهمية بناء الجدار، قابله انقسام فى الشارع الإسرائيلى حول جدواه، فقد نقلت الصحيفة الإسرائيلية نفسها عن يعقوب موسكوفيتس، الذى يسكن على بعد 800 متر من السلك الحدودى مع مصر، قوله: «لقد آن الأوان للتعامل بجدية مع حدودنا السائبة مع مصر، فقد أصبحت هذه الحدود مثل طريق الكورنيش الذى لا يخلو من المارة والعابرين ليلاً و نهاراً»، فيما قال مواطن إسرائيلى آخر يدعى «ألون تسوديك»: «أنا لا أؤمن بجدوى هذا الجدار، فأنا أعيش فى هذا المكان منذ 30 عاماً، ولا أرى سبباً واحداً يدعو لبنائه، أو يدعونا لأن نحاصر أنفسنا بالجدران من كل ناحية. وعلاج المشكلة يتلخص فى تكثيف دوريات الجيش الإسرائيلى على طول الحدود. ولا أنكر أن الحدود منتهكة، لكن الجدار ليس حلاً على أية حال».