تلعب وسائل الاتصالات الحديثة دورا فى تقليص دور الأسرة المصرية تجاه التنشئة الاجتماعية لأبنائهم، خصوصا خلال فترة المراهقة. وعلى رأس تلك الوسائل التكنولوجية شبكة «الإنترنت»، التى تجاوزت دورها من شبكة تواصل إلى «مؤسسة مهمة للتنشئة الحديثة فى المجتمع». هذا ما كشفته دراسة حديثة صادرة عن جامعة عين شمس، أجرتها رانيا حاكم كامل، وصدرت تحت عنوان «استخدام المراهقين للإنترنت وأثره على التنشئة الاجتماعية فى الأسرة الحضرية». وأشارت تلك الدراسة إلى وجود تنوع فى أغراض المراهقين التى يستخدمون الإنترنت من أجلها، وتؤثر على درجة استخدامهم له. فاحتلت الدوافع الترفيهية المرتبة الأولى لدى المراهقين الذين يستخدمون الشبكة بمعدلات متوسطة، فيما احتلت الدوافع الاجتماعية المرتبة الأولى بالنسبة للمراهقين الذين يستخدمونها بكثرة. وتختلف المواقع المفضلة لدى المراهقين، بين الذكور والإناث فبينما تحتل مواقع الدردشة والحوار المرتبة الأولى بالنسبة للمراهقات، نتيجة احتياجهن للحوار والتواصل مع الآخرين، والتعرف بأشخاص جدد ومراسلتهم عبر النت. فالمراهقات المصريات يفتقدن التفاعل مع الوالدين والإخوة داخل الأسرة، التى هى جزء من مجتمع ذكوري، يتيح للشباب والرجال قدرا من الحرية أكبر مما يتيحه للإناث، فيكون ملاذ المراهقات هو المواقع الحوارية كبديل آمن لإجراء حوار مباشر مع الآخرين. أما بالنسبة للذكور فقد رصدت الدراسة أن المواقع الترفيهية والرياضية، احتلت المرتبة الأولى لاحتياجهم إلى التسلية وقضاء وقت الفراغ، خاصة أن معرفة الأبناء بشبكة الإنترنت تفوق بكثير معرفة الأبوين لها، وهو ما يتسبب فى جهل كثير من الآباء بطبيعة استخدام أبنائهم للإنترنت. ويؤثر استخدام شبكة الإنترنت بكثرة سلبا على علاقة المراهق الاجتماعية بالغير، فيتسبب فى تقليل الوقت المخصص للوالدين وباقى أفراد الأسرة. وأحيانا يتسبب فى زيادة الخلافات بينه وبين أفراد أسرته.