أكد الدكتور محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى، أن الوزارة لا تصرح باستخدام المصارف الزراعية لأغراض الاستزراع السمكى إلا بعد التأكد من صلاحية نوعية المياه لهذا الاستخدام والحصول على موافقة وزارتى الصحة والبيئة، مشدداً على عدم مسؤولية عمليات تطهير مصرف المريوطية عن عمليات النفوق السمكى، أمس الأول، لأن التطهير «عملية مستمرة منذ آلاف السنين وتتم بصفة دورية خلال السدة الشتوية». وقال وزير الرى ل«المصرى اليوم» إن قانون الثروة السمكية يحظر إقامة المزارع السمكية فى المياه العذبة مع السماح باستخدام المياه المالحة وغير المالحة بعد موافقة الوزارات المعنية، لافتاً إلى أنه ليس كل مصرف يصلح للاستزراع السمكى. وأشار علام إلى أن الوزارة ستقوم بحصر شامل للمزارع السمكية المقامة فى المصارف الزراعية للتأكد من مدى صلاحية مياهها للاستخدام فى مجال الاستزراع السمكى، لافتا إلى أن الوزارة لا تستخدم المبيدات فى تطهير الحشائش وذلك للحفاظ على نوعية مياه المجارى المائية من التلوث. وفى السياق نفسه، أكدت تقارير اللجنة التى شكلتها هيئة تنمية الثروة السمكية بوزارة الزراعة أن أعمال التطهير فى ترعة المريوطية هى أحد الأسباب وراء نفوق الأسماك فى هذه المنطقة وتتم دوريا خلال فترة السدة الشتوية. وقال الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيس الهيئة، ل«المصرى اليوم»، إن أعمال التطهير باستخدام الحفارات «تؤدى إلى ارتفاع نسبة العكارة التى تتسبب بدورها فى انخفاض نسبة الأكسجين فى المياه»، لافتاً إلى أن اللجنة رصدت ظهور آثار الاختناق على الأسماك بسبب نقص الأكسجين مما أدى إلى نفوقها. وعارض الدكتور عزت عواض، الخبير الدولى، الرئيس السابق لهيئة تنمية الثروة السمكية، ما أثاره الدكتور فتحى عثمان حول أسباب النفوق السمكى فى مصرف المريوطية، مطالباً الجهات المعنية مثل وزارة البيئة أو هيئة تنمية الثروة السمكية بتشكيل لجنة من الخبراء لأخذ عينات من المياه فى منطقة النفوق وتحليلها لتحديد أسبابه. وقال عواض ل«المصرى اليوم» إن التفسير العلمى لانخفاض نسبة الأكسجين فى المياه من المصارف الزراعية يرجع إلى وجود تلوث عضوى ناتج عن وصول كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى إلى المصارف الزراعية وهى المتهم الأول غالباً، نافياً أن تكون عمليات التطهير التى تقوم بها وزارة الرى للمجارى المائية هى السبب فى نفوق الأسماك. وأضاف عواض أن انخفاض نسبة الأكسجين فى المياه عن الحدود المعروفة علمياً، ما بين 1 و5 ملى لكل لتر، يعنى أن هناك تلوثاً عضوياً شديداً لهذه المياه بسبب مياه الصرف الصحى، أما إذا أظهرت نتائج التحاليل أن نسبة الأكسجين ضمن النسب المسموح بها فهذا يعنى أن هناك احتمالاً لتلوث المياه بالسموم أو الصرف الصناعى الوارد إلى المصارف الزراعية.
